Part 13

Background color
Font
Font size
Line height


٨ ليلاً..

لبست كمامتها تنظر للرجال تنتطق : ليه تأخرو
المساعد بهدوء: ما عليك أسبقينا للموقع اللي أرسلته
أخذت خطواتها تشوف السائق يفتح الباب وتركب بهدوء

بالوقف الدور الأول ..

جيـّان بخفوت : سما بروح أشتري هدية لـجزاع من المحل هذا وبعدها نروح للبنات للدور الثالث نتقهوى
سمـَا بأبتسامه: تمام ، انا بروح لمحل العطور هذا شويات وجايتك
أشرت بالزين وتفرقت طُرقاتهم وسمـَا تمشي بهدوء تفكر بالهدية اللي تجيبها لـ برقها وبعز إندماجها بخطواتها حست ببنت صغيرة تجي لها وتبكي: ياعمري ليه البكي ؟
الطفلة تأشر للبوابة : ضيعت ماما كانت بتطلع لبابا
رق قلب سما : لا تخافي أكيد أنها بتجي تدورك محد ينسى ظناه
الطفلة ببكاء : خوذيني لها أخاف من الشرطي !
سمـَا بهدوء: ليه تخافين ما سويتي شيء غلط
سكن داخلها تدور بعيونها على امل انها تلمح شيء او احد واقف ونطقت بيأس : تمام خلينا نطلع ، يمكن عند البوابة تنتظرك او تدورك
مسكت يد سما بخوف وطلعت للخارج من البوابة وبدأت تلتفت بهدوء الزحمة كبيرة من الدخول والخروج كانت شبه فارغة من الناس ، حست سما بالخوف من خلى المكان ونطقت بهدوء: خلا تعالي معي داخل ندورها
بانت دهشتها من الطفلة اللي ما ماسكة يدها وواقفه ما تبي ترجع وماهي إلا ثواني ومد المساعد المخدر على أنفها وتقاوم وتمتم لكن ماحد يسمع لها وماهي الا كم ثانية وأعلنت إنهزامها يغمى عليها ، مد للمتسوله الصغيرة مبلغ وقدره : يلا انقلعي عن وجهي!
جات السيارة اللي فيها مساعد نصار يركبو سما ويغطو عيونها ويسكرو فمها وينطق بحدة: حـّرك بسرعة!!

' بالداخل '

تلفتت تحاول تلمح سما ولكن للاسف جوالها مشغول وما تـرد بأي شكل من الأشكال : شكلها راحت للبنات !
دخلت على رقم غاية بهدوء تتصل : هلا غاية؟ جاتكم سما؟
غـاية بهدوء: لا معك وش يجيبها لنا!!
جيـّان : أتصل عليها ماترد وتعطيني مشغول؟ أجلس مكاني؟ اخاف ترجع للمحل ولا تلقاني !
غـاية بهدوء: غريبة حتى معها باور بنك مستحيل يطفى جوالها!
جيـّان بتوتر : طيّب وش اسوي اتصل؟
غـاية بهدوء: جربي يمكن اعطتك مشغول بالغلط

تجمعت الدموع بمحاجرها من إتصلت تقريباً ١٥ مرة ومامن رد يطمنها، تدق وتدق ولا احد يرد رجعت تتصل بـ غاية تنطق بصوت مليان بالغصة : غاية البنت ما ترد بتاتاً اول شيء مشغول والحين مقفل !
غـاية بخوف تنظر للبنات : ياربي وش اسوي انا الحين تكفين قولي مقلب
جيـّان من هزمتها الدموع : غـاية قولي لأي احد خبري عمي جسار سوي اي شيء تكفين !
بلعت ريقها تنطق بخوف : حولك أي عسكري طيّب؟
تلفتت جيـّان وبجسم راجف : لا ما حولي احد
أخذت شنطتها بتوتر تشوف البنات كذالك : خلاص شوي ونازلين عندك لا تتحركين
قفلت المكالمه تنطق بخوف : بنات سما ضاعت رسمياً ولا ترد ولا لها حس
وقفت سحاب بخوف : كلمي عمي جسار
بدات تدور رقم ابوها بتوتر فضيع وبينما هي منشغلة بجوالها : يلا مشينا لـ جيـّان بسرعة
بالفعل أخذو اغراضهم يتركون قهوتهم من الرهبة وينزلوا من الدرج المتحرك بسرعة كبيرة وبخوف أكبر يتقدمو نحو المكان اللي وصتهم جيّان فيه ومن شافوا جيـّان منحنية تبكي وتكلم جـزاع اللي ختم كلامه : هدي يا حبيبة قلبي انا الحين اكلم بـرق بس هاه لاحد من الكبار يدري غير غمي جسار عشان ما يخافوا
جيـّان الباكية: تمام جزاع
من لمحت البنات سكرت تحضن غـاية بخوف طاغي تنطق بصوت باكي : دورتها ما لقيتها يا غاية
بدأو البنات بالخوف أكثر من الأول ونطقت بيـان : ماعليك غاية كلمت عمي جسار وقال انه جاي لنا وماعليك ان شاءالله .

' الطايف ، في مبنى براس الجبل '

فتحت عيونها بخمول وتعب تلتفت حواليها والمكان يغشاه الظلام ونطقت بخفوت من تعبها: فيي احدد
سمع صوتها الرجال وأتجه للسيارة الخاصة في جـيلان : البنت صحت
أشرت بالزين تنزل من السيارة وتاخذ جوالها معها وتتقدم نحو المبنى تدخل وتشوف الرجال يفتحوا انواره بعز الليل والمطر اللي بدأ يمطر والرعد اللي يعلن مُقدماته للـبرق : أووه شرفتني ياسماء!
فتحت عيونها الذبلانه تنظر لـ جـيلان والاستفهامات كثيرة : شتبين!
جيلان بحدة : أبي الفكة منك .. ممكن؟
سمـَا بحدة : ليه باقي مُصرة على مكان مو لك ! اتركيهم يفكوني مالي نقاش معك !
جـيلان ببرود وسخرية : ماحد بيفكك مني ياسماء
سكن داخل سما تتجاهلها لان بكل بساطة مافيها حيل وتعبانه من يوم ما اعتمرت وشمت كثير من بعدها وبطنها يألمها بقوة بينما هي كملت بدون توقف : اتصدقين عاد! ليتك تستقرين بمكه لاني قضيت وقت كبير مع بـرق بغيابك وأنبسطت معه بغيابك

ضحكت سما بسخرية: يارخصك ، أرخص منك والله ماشفت

فتحت جوالها تطلع الصورة اللي في بيت بـرق وسما واللي دخلته قبل سما تمد لها الجوال وتتركها تشوف صورتها مع برق وهي مقيدة الحال : شوفي هذا جزء بسيط من متعة كبيرة!!
هبط داخلها تشوف الصورة واضحة وضوح الشمس قدامها وأغلقت عيونها تحاول تسيطر قد ما تقدر ولا تنهزم قدامها بينما جيلان بأصرار وسخرية تنطق : أفتحي عيونك شوفي زوجك .. أفتحيها !!
ضحكت بخفة من شافت عدم الرد منها : ولو تدرين وين كنا
كملت بسخرية: كنا بالبيت اللي ناوي بعد سفرتك تسكنين فيه !
فتحت عيونها تداري أقصى شعور فيها وتنطق بصوت مهزوز : وقفي رخص وأتركيني أمشي ، تضنين القوة بأنك تستعينين بناس كثيرة لجّل تأذيني؟ انتي لوحدك مثل الضعيفة ولدرجة انك تواجهيني ومعك ألف رجال مو مثلي لا بغيتك جيتك لوحدي يارخيصه !!
جـيلان بحدة : تدرين متى بتركك؟ وقت تبعدين عن بـرق !
سمـَا بـ حدة ؛ لعلمك بس انا لو شفت نفسي بمكان ما يناسبني، أقدر نفسي وأعزها وأحشمها وادعس على قلبي وأمشي ولا أجلس دقيقة وحدة بالمكان.
جـيلان بسخرية: كل كلامك هذا تحتفظين فيه ، وبالمناسبه لو حابه الصوره وعاجبينك مع بعض ترا ارسلت لك عشان تتأمليننا
ضحكت بأعلى صوتها بالمنى وبشكل يصدح بينما جيلان تقدمت تشد على عنقها وتنطق بحدة توجهها للمساعد : اعطوها كم لكمة على السريع وأتركوها مربوطة وأحنا بنرجع للرياض تاريكنها بهالبهذلة !
المساعد : أبشري
طلعت جـيلان لـ سيارتها تشوف السائق يفتح لها الباب وتحرك مباشرة وماهي دقايق إلا ويصدح صوت صرخات سما من أخذ حزامه يضربها وياخذ المّوس يجرح يدها ويكتب فيها ' نج ' النون بداية حرف نصار بينما الجيم بداية حرف جيلان بدات تصرخ لان الدم بدا ينذرف بتعب ..

جالس بهدوء ينظر للبيت كـ نظرة أخيرة وناظر في جواله اللي رن وماهو إلا - جزاع - ومباشرة أخذ جواله بعد ما سند القهوة بالطاولة: هلا جزاع ؟
جـزاع بخوف لأنه مسك خط مكة من وقت : لا أهلا ولا سهلا ولا هم يحزنون
كشّر بعدم معرفة : وش فيك !
جـزاع بسرعة جنونية : بـرق سما أنخطفت لازم تمسك خط مكه الحين هاللحظة!!
بانت دهشته لان مكلمها ومتطمن امس متى وكيف صح ارسل واتصل ثانيه وما ردت لكن متى ومين خطفها : أحلف ، كيف !
ركض وجواله بأذنه يتجه لغرفة الملابس الجديدة حقته هو وسما يفتح شنطته وهو يسمع جزاع ينطق بخوف : كانت تتسوق مع البنات بعدها اختفت فجأة !
بـرق بأستعجال يطلع اول شي قدامه : سكر سكر جاي
رمى جواله يجمع اغراضه بسرعة
من حس ببطى خطواته من الخوف ظرب كفه بالرف بقهر : هيّن هيّن
دق على بحر يخبره بالتفاصيل ويطلب منه يكلم رواف وفهد ويلحقونه ومباشرة اخذ شنطته يطلع بسرعة جنونية مايستوعب شيء فيها ، لكن سما مو تمسه وبس ! تمس اعمق شعور

" البنات | بالفندق "

جسار بسكينة : خلاص يا بنات ان شاءالله بنلقاها!
جيـّان بدموع وشهقات متتالية: كلّه بسببي المفروض ما تركتها ياربي !
جسار : ماهو بسبب أحد هذا بتـّال بمركز الشرطة وسفيان عند ادارة المول يشوف الكميرات !
بس عاد ان شاءالله تتسهل لا تبكون
سحاب ببكاء : ابي سمااا

الفجر *

نزل من سيارته بعد ما غرق في دموعه ، لأول مرة يرجف داخله ويعجز عن السكات لان مُجرد ما يحس ان سما بمكان مجهول ينهار أقصاه ويتوعد كل عدو له ولا يتوقع انها جيلان لا أستحاله تكون لحقت او بالجرائه هاذي لكن جزء يصدق انها جيلان !
وقف من شاف سفيان يتقدم بهدوء نحوه : شفت كميرات المول والساعه اللي اختفت فيها سما بس ما لمحت سما ابد ابد ما مر من البوابه الخلفية غير كم عامل وشفت ام مع بنتها يطلعون بشكل طبيعي بس
بـرق بهدوء: وريني !
سفيان بخفوت : مشينا
تبعته خطوات سفيان بشكل سريع ماعنده اي وقت يضيعه بخصوص ان الوضع يمس سما ، دخل غرفة الكميرات يشوف العُمال وبانت دهشته من شاف زول سما اللي هي الأم اللي تكلم عنها سفيان : هاذي هي!
ركز وكانت فعلاً سما ونطق بهدوء للي ماسك الكميرات ويراقب : افتح الكميرات على البوابه هاذي واللي يطلع منها !
فتحها بكم ضغطت زر وركز فيها برق يشوف سما اللي طالعه مع الطفله والرجال يمشي بهدوء تام من وراها لحد ما خدرها وعطا البنت فلوس وركب السيارة : صور اللوحة اللي بالسيارة عشان رواف يتبع مسارها
سفيان : السيارة بدون لوحة
عصب يضرب الطاولة ويهزها : ال** اللي جابهم
طلع ولانه شاف سيارة واحد من رجال نصار وبدا يمشي بغيض يطلع من إدارت المول بالكامل وياخذ خُطاه للخارج او للفندق او لاي مكان يفكر فيه : ياربي يا سماي وينك !!
ناظر في جواله المتصل واللي كان فهد اللي يتصل : هلا
فـهد بإهتمام : لقيت طرف خيط؟
بـرق بضيقة : مالقيت اي شي يوصلني لهم !
فـهد بهدوء: برق انا يوم كنت اشتغل معهم ركبت بكل سيارات نصار مُراقبه وتفجير كلها ، بجرب بشوف اذا للحين تشتغل او لا

بـرق بحدة: ابيك تعطيني الموعد وتفجر كل سياراتهم كلها يافهد عسى قلبي يتطمن !
فـهد بسكينة : تمام الحين رواف جنبي بيشوف وش يصير !

فتح رواف لابتوب فهد بسرعة يدخل على برنامج البرمجة والمُراقبه يراقب مسرى السيارة اللي مسجل من اول لأخره ويقدر يشوف حتى وين وقفت ووين صارت والتفت ينطق : وقفت بمكانين واحد مول مكة والثاني راس جبل بالطايف !
فهد بحماس : دق على بـرق وبحر عطيهم خبر !

تقدم بـرق من شاف بحر يحضنه بدون مقدمات وبقلق بحر ينطق : ماعليك هونها وتهون حاس فيك
بـرق بخوف : خايف عليها ما اخفي عنك !
بحر بهدوء : متأكد انها جيلان!!
بـرق بجمود بعد ما تذكر اللي سوته : متأكد لاني ماتركت لها اي مجال ونصار مسجون وقد سويت بحث انها تقرب لنصار لكن اجهل هالقرابة أيش
بحر : هونها يا برق بنلقاها
قاطع كلام بحر إتصال مصدره رواف اللي من رد برق مباشرة نطق : برسل لك الموقع عرفناه
بـرق بأهتمام : طيبب
سكر المكالمه ينطق بحدة : بحر يلا مشينا
بحر : يلاا

ركب سيارته وركب بجنبه بحر وحركو السيارة بسرعة جنونية وبحر يقلب بالموقع وينطق بعصبية : مودين زوجتك للطايف بعد يابجاحتهم

بعد طريق دام ٣ ساعات تقريباً من موقعهم نزل وهو يشوف قمة الجبل اللي تحته الطايف بكبرها والشمس اللي اشرقت تعلن بداية يوم جديد والتفت لبحر اللي يبيين من ه الارهاق وكذالك جزاع الخايف وكثير والعم جسار اللي جاي ولان كل البنات بأمانته وهو ما صان الامانه فكان شعور سيء جدا بالنسبة له

دخل المبنى بهدوء ينطق بصوته الجهوري : سما ، سماااا
بدا يمشي ويتلفت والمساحه كبيرة لحد ما سمع صوت تمتمة والتفت بهدوء يشوف سما مربطه بالكرسي وطايحه هي والكرسي ودم يدها ينذرف ويوجعها وبكدمات مليانه وغايبه عن الوعي تقريباً: سماي!
ركض يشوف جزاع يتبعه لجّل يشوفو سما بحكم انهم محارمها ، تقدم يمسح على راسها: سماي!!
تشوف بعيونه الخوف بينما جزاع يفك رباطها حول الكرسي ومن شاله بالكامل ضمها له بدمها يمسح على شعرها : بسم الله عليك ياقلبي بسم الله عليك
ناظر لملامحها الباكية ودموعها مثل سماء الطايق قبل كم دقيقة، وبدون تردد مسح دموعها يضمها لصدره يرتاح قلبه بشوفتها رغم انها جريحه : والله لا أخذ حقك منهم واحد واحد يا سماي
عدل على حجابها بهدوء لجّل يطلعون وبالفعل اخذها يترك رواف يشوف شغله هو وفهد بينما برق سندها بالسيارة بالمرتبة الامامية ياخذ كاس موية ويبلل يده ويمسح على ملامحها لجّل تستوعب : سماي حبيبتي تسمعين؟
اشرت بملامحها التعبانة بالموافقة وضمها مباشرة لصدره يطمن دقات قلبه : بعد شوي اوديك للمستشفى
كان الصمت يغشيها تحس بأمان لكن من تذكرت صورته مع جيلان تغيّر كل شيء ومن اقتربت ملامحه من ملامحها: فهمتي ليه اقولك رجلك برجلي!
صدت بهدوء تنطق بصوت تعبان : انا بخير بس ابغا امشي من هالمكان!

سكر باب السيارة يتوجه للباب الثاني ولكن استوقفه بحر اللي يركض : برق برق انتظر
التفت له يشوف بيده جوال سما : هذا جوال سما لقيته طايح
أشر بالزين ياخذه وكأن كل شي صار بيده فتح باب السيارة يركب ومن ثم يمد لها الجوال اللي فيه أكبر مشكلة ممكن تصير وهي صورته مع جيلان : جوالك
اخذته بصد له ماتبي تكلمه او اتشوفه او تنطق بحرف حتى لان تعبت بما فيه الكفاية، آنتهت طاقتها بمعنى الكلمة وماتبي غير انها ترتاح حالياً هذا من غير الم بطنها اللي اشتد اكثر عليها !

الفندق .
سكر الجوال سفيان من وصله خبر انهم شافو سما وسما الحين بخير ومباشرة ارسل لـ غاية بان سما صارت بخير ومع برق ومباشره شافت الرساله لانها تنتظر شيء بسيط يطمنهم واتجهت للبنات بوجه مشرق تنطق بـفرح بعد وجه عابس لوقت طويل : برق لقى سما وسما معه الحين الحمدلله بخير!
بداو يتحاضنو وينبت الامل فيهم أكثر ونطقت جيّان بخوف : وينهم الحين؟
غـاية بهدوء: راحو للمستشفى يتفقدو سما

دخل المستشفى محاوطها تماما لا تطيح لان اختل حتى توازنها وبطنها زاد التعب فيه والالم قوي ماتدري تلقاها من يدها او من بطنها اللي يمغصها بقوة ناظرت في برق الساكن اللي يتبع الممرضة لجّل يسندها بالسرير وبالفعل سندها بالسرير وبدات الممرضة تستجوب ثم تروح تكلم الدكتورة بإستعجال وتجيها الدكتورة وكذالك تستجوب ، بدات تضمد جرح يدها وتكلم برق : على الجروح هاذي ضروري نستدعي الشرطة !
بـرق : الشرطة معهم علم في كل شيء وانا محامي
اشرت بالزين تثبت الشاش على يدها وتنطق بهدوء: وش معنى نج؟
سكن برق لانه فهم ان نج معناته نصار وجيلان ونطق بحدة: ماعرف ولا عندي علم
الدكتورة: تمام بناخذك معنا يا سما نسوي لك تحاليل ونتأكد من صحتك وعلى ما نخلص بندخلك في غرفة بالمستشفى ترتاحين لان وجهك مُرهق كثير!
اشرت بالزين بينما الدكتورة نطقت : حامل؟
أشرت بـ لا ونطقت الدكتورة: وجهك وشحوبك يحكي كذا لذالك انا مضطره بعد التحاليل اعطيها دكتورة ولاده تشيك عليك كذالك دكتورة قلب ودكتورة جلدية ، شكرا واستأذنكم
لفت لـ سما ينظر بشحوبها وهداوة سما العجيبة وجلس بطرف السرير يشبك يده بيدها اللي فيها المغذي : وش فيك يا سماي! من جيتي معي مانطقتي بحرف !
سمـَا بخفوت تقيس النبض من حركاته ونظراته توثق فيه لكن الصورة مالها اي تبرير : لا بس تعبانه شوي
قبّل جبينها بينما هي كشرت وصدت بملامحها للجهة الثانية تحت أنظاره المستقرة المصدومة في ذات الوقت، وخاصة من شاف دموعها تنساب على خدها وتبكي بصمت ماينكر انه لاول مره ينلجم بالكامل وما يقدر ينطق بحرف عرف لحظتها ان جيلان قالت لها شي او سوت شيء لان تصرفها هذا على غير عادتها وبأكثر وقت تحتاج برق فيه!!

بعد تحليلات عديدة من دم وأشعة وقلب وكل شيء حرفياً دخلت عليهم دكتورة الولاده توقف مقابلهم : السلام عليكم
بـرق بهدوء: وعليكم السلام والرحمه
الدكتوره بأبتسامه: كيفك الحين يا سما؟
سمـَا بتعب وضيّق : الحمدلله
الدكتوره: الحمدلله تحليلاتك كلها سليمة ، بس انتِ ضغطتي على نفسك كثير والمعروف ببداية الحمل ممنوع تمشي مسافات كبيرة وطويلة وانتِ اجهدتي نفسك وضرك الضرب اللي صار أكثر لكن الحمدلله البيبي سليم ، الله يبلغكم شوفته
بانت دهشة بـرق اللي لا تقل عن سما بشيء: سما حامل!!

الدكتورة بأبتسامه: بالشهر الثاني
زادت دهشة سما وهذا يعني ان كل هالاوجاع هي مصدرها طفل يتوسطها!! : كيف ومتى
الدكتورة بهدوء: يمكن صار هالشيء بسرعة لانك ما اكلتي حبوب منع حمل ، عموماً مبروك
بـرق ببهجة : الله يبارك فيك
طلعت بهدوء بعد ما طلبت من برق انه يطلع لجل يكمل اوراق الخروج الخاصة بسما بينما برق التفت لـ سما اللي رجعت تبكي ، صدمة ودهشة : سماي سمعتي وش قالت!

سمـَا بجمود تمسح دموعها: سمعت
بـرق بأبتسامه: يكفي بكاء المفروض تنبسطين !
نطقت بشهقات متعاليه : مـ ـمـ ن الـ ـفـ ر ر ح
قاطعهم دخول المُمرضة اللي بهدوء تنطق : الدكتورة تقول نادي سما تسوي سونار وتسمع دقات قلب البيبي !
أشرت بالزين تحت أنظار برق اللي كان بيقترب لجّل يساعدها بالوقوف لكن خاب ضنه من استعانت بالممرضة بداله تاخذها لغرفة الدكتورة وهو يتبعهم وداخله فرح لكن سما دمرت أقصى شعور فرح فيه ببرودها وجمودها ومن دخلوا على الدكتوره شالت عبايتها وارتمت بالسرير بتعب كبير تحت أنظار برق اللي وقف مقابل شاشة السونار وورا سما بالضبط يشوف الدكتور تحط جل خاص لجهاز السونار وتمدد على منطقة الحوض وما فوق بقليل تشوف الجنين بدا يوضح وتأشر بيدها : هذا البيبي
أبتسم خافقه الى أعلى شعور تقريباً بينما هي كملت : الحين نسمع نبضه
فتح جواله يصور وتجمعت الدموع بمحاجره من بدا يسمع دقات قلب البيبي الصغيرة اللي تاكل القلب ولا ترحم من جمالها التفت لسما اللي أخيرا ابتسمت تبكي بينما هو يوثق هاللحظة الحلوة وماهي أي لحظة هاذي - دقات قلب قطعة منه ومن سماه -
مسح دمعته ونطقت الدكتوره : الله يبلغكم شوفته
أبتسم برق من زاد الشعور بقلبه : اقدر اخذ صوره له
أبتسمت الدكتورة: طبعاً بعطيكم نسختين وحده للاب ووحده للام

بالسيارة - بعد المستشفى.

كالعادة صدت بعيونها وسندت كفوفها ببعض وكل هذا ما غاب عن نظر بـرق اللي نطق بخفوت: وش قالت لك جيلان!
ما ردت لان حيلها فعلياً انتهى وما صار لها القدرة للنقاش بتاتاً وحاس فيها رغم انه ضروري يوضح لها لو جيلان قالت لها عن اللي صار ، مد يدّه يحاوط كفها بهدوء ويلامس كفها الثاني من خلال حركته ، شبك كفه بكفها وهي للحين صاده تماماً: مسويه نفسك ماتشوفين !
سكن داخلها لان بعد ما تبي نقاش لحد ما ترتاح حرفياً بعد كذا تتكلم ، كمل بيأس من ردها له : متى نقولهم خبر حملك؟
سمـَا بخفوت : حالياً مابي احد يعرف ، لين نرجع للرياض وقتها ربي يفرجها
نص منه إبتسم لانها اخيرا تكلمت ونص منه زعل وكبير لانها واضح مجمعه كلام وماهي قادرة تطلعه وهاذي سما وقت الزعل الحقيقي، استحاله تعبر عن شعورها بسهولة وخاصة تجاه برق ولو تكلمت ماتقول كل شيء .
وقف بمواقف الفندق وكانت بتنزل لولا يده اللي منعتها : سما
التفتت له بعيون جامده ماتوضح منها ذره من الشعور : لا ترهقين نفسك
فلتت يدها تنزل بينما هو تبعها بسرعة يشبك كفه بكفها تحت أنظارها المستنكرة ، تعرف ان برق من بعد هاللحظة إستحاله انه يتركها .

دخلت الغرفة تشوف البنات جالسين وكل وحده تنافس الثانية بتوريم ملامحها من شدة خوفهم وبكائهم عدى بيـان اللي على كثر خوفها ورهبتها أستحالة تنهار قدام احد ولا تشوف هالشيء يلبق لها ان اي احد يشوف انهيارها ، تقدمت جيـّان تحضنها وترجع للبكاء من جديد : ياربي سما كله بسببي تركتك لوحدك ، والله لو عارفه ماتركتك ثانيه
سمـَا بهدوء: عادي يقلبي عادي
كان برق يشوف البنات لابسين عباياتهم والشناط مطلعينها وهذا دليل ان سفرتهم رسمياً خربت وانهم راح يرجعون ..

بعد ١٠ ساعات تقريباً من هاللحظة *

كان طول الطريق سكينه سما نايمه وبـرق يسوق إلا لمن بقي تقريباً على الرياض 15 دقيقة وقتها صحت سما بتعب ، نطق بـرق بهدوء: كنت ناويها لك مفاجأة بس شكلي بخربها
كمل على امل ان سما اتفاجئ او تنبسط او تغير نفسيتها شوي : رايحين لـ بيتنا الجديد مارح نروح لأهلي
كانت سما تدري لان جيلان خبرتها وصارت مثل السم على قلبها : اعرف ، شكرا برق بس انا ما ودّي اروح لبيتك!
ناظرها برق بجدية: مُحال انو اترك في وضعك هذا تدرين صح؟
سمـَا بهدوء تام : ابي اشتت تفكيري بقول لأهلي انك سافرت لـشغلك تكفى لا عاد تحرجني
بدات النيران بقلبه تشتعل وتقدح : سما من جدك؟
سمـَا ببرود من دخلو الرياض ولان بيت اهلها بوسط الرياض فهذا يعني انه اقتربو كثير من بيت اهلها : برق انا تعبانه ومالي نفس للكلام والنقاش ، خلينا نبعد يمكن وقتها عقلك يرجع لراسك!
شافت صمته اللي من بعده مُحال ينطق بحرف وخاصة من بعد كلامه ، ضروري يتركها وكلامها صح ولو جلست عنده بتتهور وكثير علاقتهم ، وقف عند بيت اهلها بينما هي نطقت بخفوت : برق وينه؟ برق مسافر طيّب؟
سكت وما نطق بحرف ووساكت تماماً ومن نزلت نزل يطلع شنطتها من السيارة ويعطيها الحارس يوصلها وهو يشوفها قدام عينه تدخل البيت ولو بيوصف شعوره شي؟ فهي النار القيّاده اللي تحرق جوفه وروحه ، يشوفها تمشي وبرود الارض كلّه فيها ماتدري انها بكل خطوه تخطيها للبيت تحرقه اكثر ، مايعرف اذا كانت هاذي النهاية او لا لكن كل اللي يعرفه انه مستحيل يتركها وماتركها تروح لاهلها إلا لسلامة تفكيرها ، بعد ما تأمل البيت ودخلت سما وهو باقي واقف اخذت خطواته اللي مليانه يأس وحقد وكره وهو يتوعد جيلان بكل مافيه ويتوعد نصار في كل مافيه وهو لو بيسوي شيء فهو بيقتله وبيحضر القصاص حقه بدون اي رحمه من شدة كُرهه له العظيم

دخلت بهدوء نحو البيت تشوف سيف وابوها سعود وامها جواهر وجيّان وسحاب اللي رجعو مع جزاع وكذالك جزاع الموجود ، ناظرت في أمها والدموع تجمعت بمحاجرها ومباشرة تقدمت جواهر تضمها وتبدا رحلتها بالبكاء من كبت المشاعر اللي عاشته من وهي مع جيلان لحد هاللحظة
جواهر بهدوء يخالطه غصة خوف عليها : بسم الله عليك يابنتي
أجُهشت بالبكاء وانهيارها يزود أكثر وأكثر ، ضنون انه من الخوف ومن رهبت ما شافت لكن كان العكس تماما ، لانها شافت بنت ثانية اقتربت من مكان خاص فيها ولان بنت من رخصها دخلت بيتها وخربت مُتعت الف شعور ، شعور انها اسست عائله وطفل بين احشائها وشعور انها ببيت خاص فيها مع زوجها ، قتلت أفضل شعورين ممكن تنالهم سما من هالدنيا ، مات ألف شعور وشعور من كراهية اللي شافت والاقبح من مد لها برق جوالها وفتحته تشوف الصوره مرسوله لها من حساب وهمي بعد ، رمت كل كروتها واسباب بكائها بأحضان أمها لان بالنهاية ماهو شي سهل بتاتاً، بكل مرة تقول خلاص يصير ألف شي وشيء بعده لدرجة انهد حيلها وما بقى لها اي طاقة لأي شيء وابسط الاشياء مثل التفاهم مع برق !
ابتعدت عن حضن امها تمسح دموعها وتتجه لأبوها تسلم عليه وتشوفه يمسح على شعرها ومن بعدها تتجه لـ سيف اللي مباشرة احتضنها يميح على ظهرها ويخفف هالحمل عنها .

أستاذنتهم تتجه لغرفتها ومعها شنطتها وماحد تجرأ يسألها عن سبب جيتها هي واغراضها ومباشرة ارتمت بالسرير بعد ما قفلت الغرفة تتحسس بطنها وتتذكر دقات نبض البيبي وتنهل دموعها ماتتصور انها عرفت بهالطريقة، هالشي صعب وجداً عليها وشعور يفوق مقدرتها وبعز بكائها غفت عيونها بتعب تنام ..
باليل .. طاولة العشاء

كان الكل جالس وساكن وياكلون عدا سما الساكنة اللي تتأمل صحنها بضياع تام بين انها تقول وبين انها تسكت وفزت من سمعت جواهر تنطق بهدوء: كولي لك لقمة يا سما !
سمـَا بخفوت وصوت مبحوح من التعب : ما أشتهي بالاصح نزلت اقولكم خبر !
زفر سعود يترك الملعقه جوات الصحن ويتعدل ، حس ان هالمرة نهاية برق وسما لان سما حتى لو انهد حيلها استحاله توضح رغم انها وحيدته ودلوعته ما يعرف شعوره زين لكن اللي يعرفه ان سما تراكمت فيها الاشياء وجات لبيته مشحونة ، نطق سيف بتركيز : وش الخبر
كذالك جزاع اللي كان جالس بعبوس لان برق حكى له كل شيء، كل التفاصيل حكاها وقاله ان اللي خطفت سما تبيه ومصره تأذيه عشان برق ولانها تبيه : انا زفرت من ثقل لسانها عن العجز لان هي بحد ذاتها مو قادرة على النطق ، ناظر سعود وداخله يبرق ويعرد خوف : انتِ ؟
التفتت لسحاب اللي كذالك ظنت انها النهاية رغم ان سما ما حكت لها ولا نطقت بحرف واحد ، التفتت للجميع ترمي فيهم الصدمة: حامل.
بانت الدهشة على ملامحهم كونهم توقعو شي ثاني تماما بينما جواهر مباشرة وقفت

You are reading the story above: TeenFic.Net