Part 19

Background color
Font
Font size
Line height


بـعـد مـرور يـومـان ..

وسط زحام الرجال في ليلةٍ هنيّة ..
وبين فـّوح البخور والـعود ..
بين الزهى والرهـاء والثـرى ..
تجتمع فيهـا القـلوب ويجتمع فيهـا الشمّل
شمـّل الاهـل .. وشمـل المـّحبة
وبيـن زحام الخـدم في كُل الجِهات ..
بين صبة القهوة وبين الاصوات المتراوحة
وبين هطول المطر وبين الـرعـد والـبـرق
وبين موج البحر ورواسيه
وبيـن عـاصفة السماء اللـي تحملها نجد العذية
تفاصيل تضمـّها بيـت متـعب ورجـال أل راشـد كلهم

- ليـلة السـيف والسـدرة -
- ليـلة الـبحـر وسحـابه -

في قسم الرجـال*

المكان يعمّ بالاحاديث والاصوات المتراوحه وبين الخدم وصبات القهوة وإنتقال الحلويات اللي تجمع العائلتين بقطعة سكر - أفراح أل راشـد وال سيّـاف - وبعضها تجمع أجمل الحروف واللي هي س | س وبطريقة إحترافية جميلة وكذالك النصف الثاني منها اللي كان ب | س ..
اليوم الجميل هذا ما كان فقط عقد لسيف وسيدرا بالعكس كان بعد لسحاب وبحر ، كان للأربعة شعور مختلف يبتدي من سيدرا اللي كانت ماتعرف وش تحس ووش تماك تجاه سيف بعكس سيف اللي كان واضح لها أشد الوضوح ، بينما سحاب تتشكل على قطعة فرح بنفس الوقت يأس كل ماتتذكر كلام نصار اللي مايرحمها ومن جهة ثانيه بحر اللي طاير من الفرح لدرجة ماطلب انه يشوفها لجّل مايوترها او يربكها ، ما ودّه تنشغل في أتفه الأشياء .
تم عقد قران سيف وسيدرا ومن ثم بحر وسحاب من بعدهم كان المكان جداً بتفاصيل هادية ، كانت سحاب تتميز بـ فستان أبيض  وبشعر ويفي هادي كان الفستان باكمام عارية يبيّن الصدر ومزموم من ناحية الخصر ومن ثم واسع ومتدرج يغطي ساقها بينما سيدرا تلبس الفستان الكُحلي اللي كان عاريي اليدين وأحد الكتفين وممتد بشكل طويل ومن الجانب ممتد بكسرات قليلة تبرز انوثتها بينما الشعر كان مزموم من الامام ومن الخلف ويفي ، ولان سحاب ماتبي زواج فهالليلة بتروح مع بحر وكل شيء جاهز بينما سيدرا فقط عقد قران
وبـعـد..

إستقرت أنظار البـرق في نـادر اللي يجلس بجانب سفيان ، تردد بقوله للي سمع ووصل له من جهة عمله ولحسن الحظ ان نادر كان بأخر المجلس أنهى مكالمته مع أمجاد ومن ثم جاه سفيان يحاكيه ، وقف بـرق بصمود وهيبة تبين طوله الشاهق وعرض اكتافه المُلفت ، إبتسم نادر ينظر له من أقبّل نحوه : ياهلا
بـرق بهدوءه وصموده التام : أبيك بموضوع حساس بس مو وقته !

نـادر بجدية تتلاشى ابتسامته : قّل لي ماحدٍ غريب
بلع ريقه يحرر نظرته ثم يلتفت للمرة الثانية نحوهم : اللي حصل يا طويل العمر ، أخت عزيز الله يرحمه رفعت قضية ضد أختك !!
نـادر بدهشة لا تقل عن سفيان : نـعـم!!
بـرق بخفوت : بيان زارت عزيز بعد ما نجحت قضية الخُلع أعطته كل البيانات له وكانت موجودة اخته وتعاملت معه بفضاضة من بعدها بكم يوم طلعت جودي من الغرفة ودخلت بنت ضربت ابره بالمغذي والبنت مجهولة وصوت الكميرا للاسف كان متعطل ، التحاليل تقول ان عزيز غير متعاطي لكن بعد فحص موته تقول انه متعاطي البنت منقبة مثل بيان
سفيان بمقاطعة : مايشوفوا اختلاف العيون ووساعهـ
بترت حروفه من أرمقه نـادر بعصبية : عيّد وش قلت!
سفيان بخفوت وتركيز مع برق : كمل برق
بـرق يكمل كلامه : بكرا مطلوبة بيان للمركز لان كل الشكوك تشير لها
نـادر : أجيبها بكرا ، ما عاش عزيز يوم انه يتعب أختي بتجي هاذي تخرب دنياها !!
سكن داخل سفيان ثم التفت لنادر ينطق بجدية : أسمح لي أسوي أي شي لها تكفى
نـادر : ما ودّي اتعبك معنا ، جهّز مهرك وبيتك !!
إبتسم سفيان لانه قبل يوم صارحه بهالشي اللي يحمله وانه ناوي يخطبها بلا شك ما ذكر القصة له لكن أعترف له بشعوره ولان نادر عصب بحكم انها اخته لكن مايقدر يقول شيء لان هو متزوج امجاد يبيها ومتشوق لها كثير لذالك ما أبدى له اي ردت فعل ولا رفض او قبول .
أمتد نظر بـرق ينطق بخفوت : قبل توديها للمركز تعال وياها للمحكمة، تعرف مكتبي انت ؟
نـادر : أي أعرفه بكرا نجيك ان شاء الله .

قسم النساء *

إبتسمت سما تمد يديها نحو الريف وتاخذها بنعومة أناملها تشوفها تتزيّن بفستان أبيض طفولي وكثير وتقبّلها بشكل يراعي نعومة ريف وتتأمل فيها نظرات أصداف وعيون اصداف ونعومة اصداف ، تشبه اصداف في ابسط التفاصيل ، إلتفتت لأمجاد تنطق بإبتسامة: بأي شهر أنتي؟
أمجاد بأبتسامة توسعت من الطاري : الثاني
التفتت لأصداف بأبتسامه تنطق بخفوت : الريف ياحظها بيكثرون أصحابها
إبتسمت أصداف تنطق بخفوت: من طلعت على الدنيا وخطابها كثير حلوتي

سمـَا بأبتسامة: مين يلومهم نسخة منك يعني فتنتين بهالدنيا، مُحال اي احد هيّن يمتلكهم
أمجاد بإبتسامة : ودّي بالبنوتة
أصداف بهدوء تعدل شعرها وجلستها بهدوء : الولد له طعم غير مهماً كان ، ريان حنون أكثر من ابوه يهتم للتفاصيل وضيقته من ضيقتي ، فيه حنية لذيذة على القلب بشكل ما تتصورينها
سمـَا بإبتسامة : كلهم حلوين ، ريان إستثنائي لاحظت لمن نام عندي انك محضوضه فيه متعاون عكس باقي الاطفال اللي بعمره .
أصداف تأييدها : ملاحظة هالشيء، ياخذ من من سيدرا حركات كثيرة لمن يجالسها ، يتعلم هدوءها مرات حتى بأساليبه دائما يتصرف على كيف سيدرا وسيدرا شخص جداً هادي وكتوم .

جِهة أخرى -

إمتد نظرها لفستانها الأبيض ثم انتقلت أنظارها على الجهاز اللي أكتمل وبدأوا العاملات ينقلونه لسيارة النقل ، ماتستوعب ان كل شيئ ينتهي لحد النُقطة هاذي ولطالماً حست بعدم استقرار وثبات بحياتها أو شعورها وكأنه شعور غريب ينتابها ان الحلم جالس يتحقق لكن جزء خايف ومتوتر ومتعذب من كلام نصار الجارح لها ، لكن بحر؟ ما كان بحر عبث كان بحر يغرق ويتكاثر بدموع السحابة ضم دموعها اللي ما ضمتها السماء لها ، صار لها بحر يخالط الدموع ويخالط همومها ويغرقها ، كانت الهموم مثل الموج بين السحاب والبحر و أخيراً ، بعد عقد القران وبعد التباريك الان جاء وقت شوفته لها ما كانت أول مرة لكن كافلة انها تكون مميزة عن باقي المرات ، أخذت خـُطاها بتوتر من الجديد والمستقبل وتقدمت تدخل له وتشوف الزينة اللي بأسمهم ...

تشوف البحر مقفي يعطيها ظهره يداري حصونه لا تنتثر عندها ويداري جـموحه تجاهها ويداري رغبته بالشوف لجّل ما يربكها، ومن حس بخطوات كعبها ؟
بدأ الـعد التنازلي لأنتثاره وإنتثار مشاعره المتراكمه اللي ما صّرح فيها زين ، إلتفت والفضول ياكله من أقصاه لـي أدنـاه ! وليته ما ألتفت من شاف ربـة الحسن والرُقي ، بساطتها وعـذوبة الملامح ، جـاته بالكثير والـثقيل ، كـل هاللحظة تلتقطها مصورة توضح دهشة بحر اللي ما شافها إلا بـ حجابها أو بـملامحها من البـعيد ، إقترب بهدوء يبيّن هـّدة حيله وحصـونه يربـط ما بيّن كفّه وكفها يتأمل بالقرب ومتردد من قربه وخاصة انهم مو لوحدهم ولا تعود على هالحركات ، قـبّل جبينها بشكل هادي يليق على نعومتها ومن ثم همس بإذنها بأبتسامة خافتة:
- كـنت أقول ليت الثواني في شوفتك تصبح سنين
وليت العمر كلّه لقاك، شوفة عيونك ورجفة شفاياك.
اتامل السحاب وأقول متى أتامل سميّك، والبحر كل ما أنماج من موجه يتمنى شوف السحاب اللي ينثر دموعه عليّ من رجفة شفاياه ومن محاجر دموعه ..
تجهز البحر يرحب بالسحاب وانتثرت حصونه بلقياك، رفع الاشرعة واستعد للغوص وموجه هاج وارعب كل نظر، الا انتِ
ارتفع وهاج لجل امطارك ويكون هو الغريق فيكِ، ماهو  البحر لي يغـّرق الناس... لا صار هو الغريق وهو المتيّم.. فيكِ
كنتِ أول هوى الموج وآخر هيامُـه وانتِ شُغاف قلب موجه، رست السفن والقت اشرعتها تهبط كي ترتفع اشرعت حبّك، تستسلم وينتهي دورها وتترك موطنها، تترك لك الديار والموطن ويرتفع شراعِك
أنتفض أبسط شعور منها لدرجة طول ما بحر يتكلم تحس بـالنفس اللي بدا يختفي بالتدريج من التوتر  والرهبة من هالشعور الطاغي ، إبتسمت تخفي توترها من اعتدل مثل السابق وصار مُقابلها تماماً بعد ما كان منحني لها ، ينظر لها ويعرف ان الكلام يسقي كل شعور فيها ومُرضي لـ حسنها الطاغي : جاهزة؟
أشرت بالأيه : أي
لمح رجفتها ودموعها اللي تجمعت بمحاجرها من عذوبة الحكي ، لانه ما جاها بالساهل وسحاب لطالماً حلمت باللي يسقي دنياها محبة لانها تفتقد هالشيء وذكرت هالشي لـ سماء من قالت لها
« ساعات أقول جـيّان محظوظة رغم ضرب أبوي الأ انها ظامنه ألسند من اخوك أما انا
ضحكت بسخرية وقهر : أما انا محد لمّي ولا أحد يحس بأحساسي ولا أحد انا حلمه ولا احد يحس بـمرارت شعوري » بـارت 10بالانستا و 1 في الواتباد

واليوم؟ أخذت قّد ماتبي وأكثر وتغيَرت الحروف بوجوده ، وأنلجم اللسان عن الكلام اللي يبري العله ويبرد الخاطر ويشعل الـروح والقـلب .

سحاب بعد مدة من التفكير والإرتباك بعد مدة من الصمت تتجاهل الارتباك كله وتصرح بكل ما فيها من شعور: جيتني مثل الشروق لي محى عتمة الليالي وكوابيسها كنت لي مثل المطر اللي يروي شوقي ويخفي دمعي عن الغير
اخدت نفس عميق تكمل  : بكون لك القبطان والبحّار والربّان، وشراعك، بغوص فيك، وبضمّك بسحابي
إبتسم من شدة عُمق الكلام ينطق : لي الشرف والبحر بجزره ومّده لك.

في جهة ثانية في أحد الصالات..
أخذت خطاويها تبتعد عن النساء بالكامل وتدخل على احد الصالات اللي فيها اسمها الخاص هي وسيف جلست بهدوء مع ان ولا احد قال لها تروح لكن راحت بس لجّل تتصور من نفسها وتصور المكان بما ان المصوره باقي تصور بحر وسحاب ميّلت راسها بهدوء تشوف النافذة المفتوحه على الخارج والارض تمتلي مطر وكان الديكور اللي باسمهم بجانب النافذة اللي امتلت بدموع السماء والسحاب ، أخذت شعرها بهدوء تعدل عليه وتندمج في تامل نفسها من المرايا اللي مزينها اسمين - سيف | سيدرا -  وماهي إلا لحظات يدخل فيها برق ومعه سيف اللي ما توقع وجود سيدرا بهاللحظة ولا اخذ راحته بالشوف من وجود برق اللي نطق يقطع الصمت : سيدرا روحي نادي لي سما
سيف بمقاطعة: لا لا تروح
بـرق بسخرية: لا تخاف بتاخذ راحتك لين تشبع منها بس الحين نادي لي سما قولي لها برق ينتظرك برا
سيدرا بهدوء تحول نظرها لسيف ومن ثم تطلع للخارج تكلم سما تقولها عن كلام برق وتستوعب سما انها ما فتحت جوالها عشان ترد على برق

قسم الرِجـال .
وسط عُمق الاحاديث التفت سفيان يشوف عمه عبدالله جالس لوحده بالخراج وبعد تردد قرر انه يتجه له وفعلاً تقدم نحوه بهدوء ينطق : عمي عبدالله
عبدالله بعشوائية يلتفت حول سفيان : سم
سفيان يجلس بجانبه وبهدء ينطق : سم الله عدوك ، ليه جالس بالخارج لوحدك !
عبدالله يحرر نظرته : ضاقت الدنيا بي من اللي يحصل لبنتي يا سفيان ، دمرتها بس بعقد قران لو اني سامع لها ورفضته كان كل شي بخير .. دمرتها بيديني
سفيان بخفوت : لا تقول كذا ياعم كل شي بيتسهل
عبدالله بحمود تام يفكر وش بيحصل لبنته بعد اللي قال له برق قبل ياخذ سيف ويطلعون : بتفهم وش اقصد يوم تكلر ويكون عندك اولاد ، الواحد كل ما يكبر ويزيد عدد عياله يزيد خوفه وكسرته سهله ياسفيان لان اكبر همه والقلق اللي فيه ان عياله يكونو بخير وما يحتاجون لأحد او يضطرون لاحد
سفيان : حاس فيك ياعم وبعدين لا تشيل هم كلنا موجودين، وأكون صريح معك والله العظيم ما أرضاها على بيان ابد ولو اني ما قد قلت وصرحت لكن بيان لها مكانة بقلبي كبيرة ولو ما تملكت كنت أول الخاطبين لها بدون لا يرف لي جفن لكن ما اراد الله .

السيارة.

ظل ينتظر وينتظر وطالت جية سما لكن رغم ذالك متحمل وصابر ولا عنده مشكلة لو ينتظرها عمره كامل ومن أقبلت تعمد يفتح أول أغنية سمعها مع سما بـ سيارته واللي هي بصوت محمد عبده :

أشوفك كل يوم وأروح .. واحذ نظرة تردّ الروح
أعيش فيها عشان بكرا .. عشان ليلي اللي كله جروح
أشوفك كل يوم وأروح .. واحذ نظرة تردّ الروح
أعيش فيها عشان بكرا .. عشان ليلي اللي كله جروح

صحيح النظرة ماتكفي .. من الألم ما تشفي
ولكن عذرنا الحاضر .. نراعي الوقت والخاطر
وما دام النظر مسموح .. اشوفك كل يوم واروح

زارتها البسمة تشوف نفس الاجواء المطيرة ونفس الاغنية العذبة تمثل يوم بعد عقد قرانهم لكن الحين؟ كـعائله تتشوق لشوف مولودها وضنى يختم عذابهم وحبهم بلحظه جميله لا تتكرر مهماً كان ...

كونوا بالقُرب يوم الجمعة بإذن الله 🧡


You are reading the story above: TeenFic.Net