المساء قد حل و الوضع كما هو لم يحدث اي جديد

جيمين الذي كان مجبراً علي تناول الطعام من اجل يونغي، فهو قد فكر كثيراً بكلام تاي و قد اقتنع بكلامه

و عندما عاد تاي لرؤية صديقه و جده نائما بشكل طفولي

ربت علي شعره ثم ابتسم علي منظره بعدها اخذ صينية الطعام و خرج الي المطبخ

اثناء سيره وجد جيهوب خارج من المنزل و هذا ما اثار استغراب الاخر

ترك تاي ما بيده و ذهب اليه مستنكراً ما يفعله

تاي : جيهوب توقف، الي اين انت ذاهب في هذا الوقت؟

جيهوب : سأذهب الي المنزل، اعتقد ان بقائي هنا ليس له داعي الان

تاي : و من قال لك هذا؟ لا احد فلا داعي لقول اشياء مثل هذا

جيهوب : لكن....

تاي : لا يوجد لكن، و انا اعرف انك متضايق بسبب غياب ذلك الغبي يونغي و طبعاً لان لا يوجد احد بجانبك مثل جيمين فقررت الرحيل، اليس كذلك؟

لم يعرف جيهوب ماذا يقول له فهو محق فيما قاله و هذا ما يجعله لا يتحمل البقاء هنا اكثر

كل ما فعله هو اخفاض رأسه الي الاسفل و البكاء

هو لا يريد ان يظهر له كم هو ضعيف و لا يتحمل هذا مثل جيمين بالضبط، هو يريد ان يظهر لهم ما ظهره من قبل شخص لا يعرف عنه اي شئ سوي يونغي فقط و هو يريد ذلك

لم يفهم تاي ما به حقاً و كلما حاول الاقتراب منه و رفع وجهه، يبتعد الاخر عنه و هو مازال علي وضعه

اكتفي تاي من هذا فصرخ علي جيهوب الي ان جعله يرفع رأسه علي الفور و هو متوتر

تفاجأ تاي بوجهه المحمر و قطرات الماء التي ملئت خديه

لم يعرف ما الذي يجب عليه ان يفعل لكن في اعتقاده ان صراخه عليه و قوله للكلام السئ له هم السبب في هذا

لذلك اسرع في احتضانه بقوة و اخذ يعتذر عما قاله له منذ قليل

تاي : انا حقاً حقاً اسف، لم اقصد اي شئ مما قلته لك، ارجوك...سامحني جيهوب، انت مقل جيمين بالضبط، حتي و ان كُنت تبحث عن يونغي من اجله فسأفعل ذلك من اجلك انت ايضاً لكم ارجوك لا تبكي...حسنا

اومئ جيهوب له بأبتسامة و اخذ يمسح دموعه بيديه

طبطب تاي علي ظهره ثم جعله ينام في غرفة جين بعد اعتراض الاخر علي هذا لكنه وافق في النهاية بحكمة ان جين لا يرغب في النوم الان

بعد خروجه من الغرفة ذهب الي الصالة فوجد جين جالس علي الاريكة ينظر الي الامام و هو واضه يديه حول صدره

تنهد تاي بعمق ثم ذهب و جلس بجانبه

تاي : اعرف ما الذي تفكر فيه الان لكن...رغم معرفتي بيونغي لفترة قصيرة جعلني اعلم انه اكيد لن يفعل ذلك، اقصد انه حتي ان فعل هذا فأنه لن يبقي هناك كثيراً و اكيد سيذهب و يعود لنا هنا بالتأكيد، لا تفقد احساسك برجوعه أبداً لان هذا الشئ الوحيد المتبقي لنا الان

نظر جين اليه و هو حائر بكلامه، في نفسه كيف له ان يعرف اشياء مثل ذلك عنه، حتي هو الذي يكون صديقه لم يفكر و لو حتي ثانية في شخصية يونغي و ما الذي يمكنه ان يفعله

عكس حبيبه الذي فكر في صديقه، و هذا جعله يعلم انه يحبه و بعد تفكير عرف ان وقتها كان يغار عليه و بشده و هذا دل علي انه كان يراقب اصدقائه و حتي انه جلب معلومات عنهم ايضاً، بالرغم ان هذا غريب لكنه احب ذلك منه

اقترب منه ثم وضع رأسه علي كتفه و ذراعاه حول ذراعه و اغمض عينيه مستشعراً الراحة و الامان بنفس الوقت

لاحظ تاي ذلك و ابتسم بسبب هذه اللحظة الرائعة بينهم رغم ما يحدث

افاقه من شروده حديث جين الذي جعله يبتسم اكثر

جين : انت تجعلني اشعر بالاطمئنان اكثر من قبل، لهذا انا احبك اكثر من اي شخص اخر، لكن هل يمكنني ان اطلب مني شئ؟

اومئ تاي له بتساؤل

جين : هل يمكنك عدم تحمل اي شئ فوق طاقتك؟، اعلم ما الذي تحاول ان تفعله من اجلنا لكن..انا خائف عليك و لا اريد ان يدهور حالتك بسببي او بسبب جيمين، فأرجوك تاي لانني احبك فلا تفعل اي شئ يجعلني قلقاً حيالك

احتضنه تاي و قام بتقبيل فروة رأسه ثم تحدث و هو يعبث بشعر الاخر

تاي : اعدك، اعدك بأنني لم و لن افعل اي شئ يجعلك قلقاً او جعل هذا الوجه الجميل بحاله سيئة....أبداً

قرص خد جين الذي هو الاخر ضحك علي فعلته

الان الساعة التاسعة و النصف مساءاً و هم مازالوا علي نفس الوضعية حيث جين النائم علي كتف تاي و الاخر الذي يفكر مع نفسه

للأن تاي لاحظ انه قد وعده للمرة الثانية، هو سيجن في اية لحظة من الغباء الذي فعله لنفسه و للقابع بجانبه

نظر اليه للمرة الثانية ثم همس له بشئ و هو خائف من القادم

تاي : اعرف انه لن يعجبك هذا و انا اسف حقاً لكني لن افعل ما عدتك به جين، اعلم انني فعلت و وعدتك مرتين لكن انا لا اريد هذا، لا اريد ان اجلس فقط و انتظر القادم هكذا لذلك...انا اسف لك يا عزيزي عما سيحدث في المستقبل

استقام ثم وضع جين علي الاريكة لكي يستطيع النوم بأريحية

و عندما حاول الرحيل تفاجأ بأمساك الاخر ليده مانعاً اياه من الذهاب

جين : هل تعتقد اني مغفل لهذه الدرجة تاي؟

التفت تاي له و هو يلعن نفسه عندما اعتقد انه نائم

جين : لم اكن نائما علي اي حال، لكن و اللعنة هل حقاً تفكر هكذا؟

صرخ جين في نهاية حديثه جعل الاخر يشعر بالندم الشديد

عندما بم يجد جين اي أجابة منه ذهب ناحيته و امسك بكتفيه و قام بهزه بقوة

جين : لما تحاول ان تفعل ذلك بي؟، هل لهذه الدرجة انا لا افرق معك ابداً... ها، لا تفكر بي بل فكر بصديقك علي الاقل، هل ستتركه هكذا، بالطبع لن استغرب، اذا كنت ستفعل ذلك بي فأكيد ستفعل به هو ايضاً

كاد ان يختنق بسبب صراخه مع دموعه الغزيرة

تاي : جين....انت لا تف....

قاطعه تحدث الاخر بعد ان قام بدفعه بقوة جاعلاً منه يسقط علي الاريكة متفاجأً

جين : ان كنت مستعداً ان تخسر حياتك فأفعل ذلك، لكن انا لست مستعداً ان اخسرك امت ايضاً ايها المغفل

القي هذه الكلمات عليه قبل ان يرحل لكن هناك شخص لا يريد تركه هكذا

ركض تاي و امسكه من خصره بكلتي ذراعيه مانعاً اياه من الذهاب

حاول جين الافلات منه لكن الان يرفض ذلك

جين : ابتعد..عني، اتركني اذهب

اخذ يصرخ و هو يحاول الافلات منه لكنه لم يستطع بسبب قوة الاخر

خرج كل من جيمين و جيهوب علي اثر هذا الصراخ متسائلين عما يحدث

نظر تاي اليهم ثم احس ان جين علي وشك الافلات قام بسحبه و رميه علي الكنبة و هو فوقه

اخذ يلتقت انفاسه و هو ينظر الي القابع اسفله بغضب

جيمين : هل...هل كل شئ علي مايرام؟

اجابه تاي و هو مازال علي وضعه

تاي : نعم، مل شئ جيد، لا تقلقوا

جيهوب : هل تحتاج الي...

تاي : لا، لا داعي لأن تبقوا هنا، انها امور خاصة بيني و بين جين و اكيد سنحلها قريباً، اذهبوا انتم لتناموا قليلاً، لا تبقوا هنا اكثر لأجل لا شئ

لم يفهم جيمين ماذا يحدث بالضبط، لكنه قلقاً علي صديقه بسبب ما رأه منذ لحظات

علم جيهوب بما يفكر به الاخر بسبب النظرات الحائرة به

امسك جيهوب بيد الاخر و سحبه معه الي غرفته

-------

ادخل جيهوب الاخر غرفته، طوال طريقهم الي هنا لم يتحدث بها جيمين بأي شئ

عندما تأكد ان جيمين قد نام اخيراً، اطفأ الانوار و تسحب الي الخارج

لكن عندما كان علي وشك غلق الباب سمع صوت جيمين من خلفه

اعتقد انه يحلم فقط و لا داعي لأن يقلق، لكن ما سمعه جلعه يتراجع و يستمع الي ما يقوله

جيمين : لا...لا تتركني يونغي، لا تتخلي عني...انا...انا...انا احبك جداً

تفاجأ جيهوب مما سمعه من فم الاخر، و لا يستطيع ان يستوعب اي شئ

اقترب منه و هو متوتر الي ان وقف امام سريره، نظر اليه وجده متعرقاً و اخذ يمسك اللحاف بقوة

جلس جيهوب امام الاخر و هو يتفحص وجهه الشاحب

دقائق قد مرت و هو علي نفس الوضعية لم يتحرك بسبب تفكيره حيال ما قاله جيمين

افاق من شروده عندما امسك جيمين بيده و اخذ يتحدث معه معتقداً انه يونغي

جيمين : لا تمت يونغي، لا تتركني...بعد...ان قمت بتقبي..لي

اندهش جيهوب اكثر من الاول، كان سيتغاضى عما قاله جيمين منذ قليل لكن الان...ما هذه اللعنة الملعونة التي تحدث الان

هو فوراً ترك يد جيمين و خرج مسرعاً من غرفته

اثناء اتجاهه نحو غرفته سمع اصوات تقبيل و عندما التفت و جد تاي و جين يقبلان بعضهم و هم محتضنين بعض

اغمض جيهوب عينيه بيده و اتجه مسرعاً الي غرفته

اغلق الباب ثم استند عليه و هو يلتقط انفاسه

اهذ يفرك شعره و هو يحاول ان يستوعب كل ما حدث اليوم، و هو من الاساس علي وشك ان يجن بأي لحظة

-------

في تلك الاثناء كان يونغي يفكر في العودة اليهم، لكن هو لا يستطيع المشي لأن جسده اصبح ضعيفاً من عدم تناول اي شئ منذ ان اتي الي هذا المكان، حتي انه اصبح مثل المتشردين تماماً

لكنه لديه عزيمة علي الرحيل، هو ايقن ان ما فعله كان افظع شئ قد يفعله يوماً

حتي انه قرر عند عودته سيجعلهم يفعلون به ما يشائون حتي و ان قرروا ان يعاقبوه فهو موافق علي هذا فهو يستحق اي شئ مما فعله هو بهم

اخذ يمشي يقدميه التي تؤلمانه و هو يحاول التركيز في ان لا يفقد وعيه هنا

كان ينظر حوله اثناء سيره و اخذ يفكر هل لهذه الدرجة هو كان يريد ان يبقي هنا اكثر؟، هذا غريب.. لكن هناك شئ في قلبه يؤلمه كلما فكر في جيمين حتي اثناء رحيله ايضاً

هو يعلم ان الاخر سيكره جداً عندما يلقاء لكنه العكس تماماً...هو سيجلبه اليه و يضمه الي صدره و لن يدعه يرحل أبداً

خرج يونغي من دوامة تفكيره عندما جرح رجله من قبل عقرب ما

و علي الرغم من ان رجله يؤلمه الا انه تحمل الألم الي ان يصل الي اقرب مستشفى

-------

اخذ جين يتأوه بخفة بسبب عض تاي علي رقبته، و هذا جعله يصنع لوحة فنية يتذكرها جين كلما نظر الي نفسه في المرآة

نظر تاي الي جين وجده مغمض العينين و وجهه محمر

و عندما القي نظرة علي شفتيه وجده عاضض عليها، لكنه لم يهتم لمدي اثارة هذا الفتي، بل ابتسم و قام بأحتضانه دافناً وجهه في صدره

فتح جين عينيه ثم نظر الي الاسفل و قام بتقبيل فروة رأسه و بعدها داعب شعره الكثيف الذي يحبه

لا شعورياً اغمض تاي عينيه نائماً في احضان الاخر الذي هو ايضاً اكمل ما كان يفعله برحابة صدر

جين : اسف عما فعلته معك منذ قليل، لم اقصد ذلك حقاً، انا فقط كنت خائفاً من ان اخسرك، فكرة انك ستضحي من اجلي تقتلني بشدة و انا لا اريد ان اشعر بالذنب ان حدث لك اي مكروه

استقام تاي علي اثر هذا الكلام و قام بأحتضانه مربتاً علي ظهره

لم يستطع جين ان يتمالك نفسه اكثر و بكي علي كتف الاخر

تاي : اشش، اهدء عزيزي كل شئ سيكون علي مايرام، و لا تقلق من شئ بعد الان انا لن افعل اي شئ يثير غضبك او حزنك ثانياً

ابتعد جين عنه و نظر اليه و هو لا يصدق اي كلمة من الاخر، و بالطبع تاي فهم نظرة الاخر له

عندما حاول التحدث وضع جين يده علي فم الاخر مانعاً اياه من اكمال اكاذيبه التي يعتقدها هو فقط

جين : لا تكمل، انا اعرف انك ستقول مثل هذا الكلام و بعدها ستفعل ما برأسك، انا... انا...انا اكرهك بشده يا...

قبله تاي بقوة لكي يجعله يتوقف عن الهراء الذي يقوله

حاول جين التحرر منه لكن تاي كان اقوي منه، اخذ يمتص شفتيه المنتفخة التي ادمنها الي ابعد حد و الاخر قد تخدر كليا حتي ان دموعه مازالت تهطل علي وجنتيه و قد لاحظ تاي ذلك

ابتعد تاي عنه معتقداً انه السبب في بكاءه لكن الاخر لم يتوقف عن البكاء ابداً، بل استمر حتي سمع تاي شهقاته

امسك تاي بوجه الاخر و اخذ يمسح دموعه و هو ينظر اليه بحزن

اخذ تاي يهدء فيه الي ان نام جين علي الاريكة، اخذ يمسح تاي علي وجهه و شعره و هو يتمني ان يكون بخير لان قلبه لم يعد يستحمل ذلك اكثر

حمل تاي الاخر بين ذراعيه و ذهب به الي الغرفة لجعله ينام هناك

-------

وصل يونغي الي المدينة و هو مرهق جداً

رغم كل ما هو فيه لكنه سعيد، حتي و ان حدث له اي شئ فسيكون هناك احد هنا لأنقاذه

اخذ يزحف بقدميه في الطريق باحثاً عن اي شخص لكي يساعده في معرفة المكان الذي يريد الذهاب اليه

لكنه مع كل حركة كانت قدميه تؤلمانه جداً

يونغي لا يستطيع المشي عليه لكنه يتحمل هذا فقط من اجل جيمين، من اجل الذهاب اليه و هو في كامل قواه العقلية و الجسدية

شعر يونغي ببعض الدوار و احس انه علي وشك ان يغمي عليه قي اية لحظة، لكنه لا يريد ذلك

بل يريد ان يغمي عليه علي يد حبيبه الذي احبه كثيراً لدرجة الموت

هو لم يقصد عندما قبل جيمين في ذلك اليوم، لكنه وقتها كان قد اغريي بسبب شفاة جيمين المنتفخة

لكنه قبل ذلك كان قد اعجب به و لم يرد ان يخبره بذلك حتي لا يقوم برفضه او جرح مشاعره بخصوص كرهه للمثليين

توقف يونغي عن المشي عندما وجد سيارة شرطة واقفة في الطريق، تنفس بصعوبة قبل ذهابه اليهم

في لحظة ما احس يونغي انه قد فقد القدرة علي التحمل اكتر، لكنه يكابر من اجل التحرك للوصول لمُراضه

يونغي : ارج...وك ت..تحمل سنصل قريباً، من...اجل جي...م...

لم يكمل جملته بسبب فقدانه للوعي

رأي الشرطة ذلك ليسرعوا اليه متفقدين حالته

الشرطي1 : يااه مابك؟، استيقظ يا فتي

كان الشرطي يقوم بضرب وجنتيه و الصراخ فيه لكي يستيقظ لكن لا يوجد اي اجابة من الاخر

الشرطي2 : ما الذي تفعله؟ الم تنظر الي شكله، يجب علينا ان نأخذه الي المستشفى

انصاع الشرطى له و قاما بحمله لداخل السيارة للذهاب به الي المستشفى