٢٥
-
تقدمت بخطواتها الثقيلة تسلم وتكلم على صاحبتها وبنت عمّها " الـبيان " وتتجه للحديقة الخلفية تظمن أن ماحد بيكون فيها وترد بإبتسامة: بيوني!!
بـيان بإبتسامة: هلا فيك سحابوني ، كيفك؟
سحاب بأبتسامه تتمشى بعشوائية: الحمدلله تمام وش سر هالإتصال ؟
بيان بإبتسامة: والله أشتقتلك حتى الويكند اللي راح ما جيتي ليه؟
كشرت سحاب من تذكرت انها ما راحت بحكم أن ابوها جلدها جلد يعور مع ظهرها : كنت تعبانة وحالتي ما سمحت لي أجيلكم!
بيان بسخريةتهدد : الويكند هذا على ماما السحور فيك خيّر ماتجين انتي وسما وجيّان
سحاب بإبتسامة: انا عند سما وبقولها معليك
بيان بمزح : بعد بعد !! رايحة للسماء ولا تقولي لي !!
سحاب بإبتسامة: لا تحسبين تهنيت فيها ، عندها بنات وقاعدة تتشاور معهم على تصاميم
بيان بأبتسامه: اي سما ما تحب تسوي أي شيء لازم تركز وتضبط كل شيء في دقتها
سحاب : يلا اشوفك بعدين لازم ارجع
بيان بإبتسامة: إذا راحوا البنات علميني عشان أجي لكم
سحاب بإبتسامة: بيتسحروا أتوقع
بيان بسخرية: ياليل يا هالضيوف النشبه في اول يوم رمضان
ضحك خافق سحاب من سمعت حلطمتها : لا تسمعك سما
بيان بأبتسامة: روحي روحي
قفلت المكالمة ورجعت تعيد النظر على شكلها وفستانها الأزرق الهادي اللي يمثل لون السحابة إذا أمطرت ، وعدلت روجها اللي يزين ثغرها باللون الوردي الهادي والتفتت تنظر للخلف وبان عليها الدهشة من لمحت ظهر رجال يكلم ، ناظرت في طوله وعرضه وعضلاته وقوته اللي يلمحها القاصي والداني ..
كان بحر مدرك وجود البنت اللي معطيته ظهره وتكلم وتضحك ولا شاف منها سوى ظهرها وشعرها ومباشرة أعطاها ظهره يصد عنها ويكمل مكالمته رغم انه بعيد وجدا عنها وبمسافات كثيرة وطويلة
دخلت بعدم إهتمام وأساسا كانت جدًا مرتبكة لأن لو يعرف نصار ان هي اللي شافها أحد مو جيّان رح يمحيها من الوجود تماماً ، أتجهت للبنات وكانت قلقة من انهم لا زالوا يتكلموا عن التصاميم لأن حست بالملل نوعاً ما ، لكن لما دخلت أدركت ان سما بدات تاخذ وتعطي معهم ويسولفوا بحياتهم اليومية عموماً.
| بعد التراويح - بعد ما راحوا أل سياف |
لبست عبايتها وربطت حجابها وطلعت هي وسحابة وجيّان متجهين لـ سيمَا تشيك على الأقمشة اللي وصلت وتعطي أرجوان خبر بخصوص فساتين اصداف و سيدرا وإبتهاج وكذالك عشان يختاروا سحاب وجيّان اقمشة فساتينهم وبعد كذا يتجهوا لـ بيان ويتمشوا ويغيروا جوو مع بعض ، ركبوا سيارة سما بحيث سما اللي تسوق وبجانبها سحاب ووراهم جيان
سمـَا: وش ودكم بإغنية؟
سحاب بشديد الإنبساط : ودنا بذوقك
سمـَا بإبتسامة: دام كذا بفتح أغنية جزاع يحبها كثير وقد خبرني ان ودّه جيّان تسمعها
أبتسمت جيّان بخجل : دامه جزاع مختارها واثقة وجدا انها حلوة .
سحاب بإبتسامة: اوووه جيان ماعرفتك !!
شغلت سما الأغنية وبدات تردد معها
زاهية كل الحروف من الشعر ..
والوصوف من السوالف زاهية ..
وأنتي يا أجمل كثير من القمر ..
ودّي أنثر لك شعوري قافيه ..
رغبتك تنزل على سمعي مطر ..
هاك من عمري سماه الصافية..
المشاعر بين اعشاب وزهر ..
وأنتي اللهفة تجيبك حافية ..
كانت الأغنية توصف مشاعره وبِشدة تجاهها وبوصفها الدقيق للجيّان الزاهية بجمالها وأنوثتها ورقتها ووصفه لها بالقمر ببياضها اللي يشبه كثير لأمها المرحومة ، ووصفه للسماء بأن السماء وصل المحبه بينهم وبين محبتهم الكبيرة ووصلهم الصعب اللي عيا ما وصل
كملت الأغنية بقولها بصوت عباس :
ياسما وقت الغروب ويا الفجر ..
قد ما اكتب في حسنك راهية ..
كم لنا وهاذي المحبة وش كثر ..
من متى وانتي لقلبي شافيه ..
من عمر يومك كل العمر ..
او لأنك دوم فيني عافية ..
الأكيد انك غديتي لي عذر ..
أرجي الخالق اماني خافية ..
كان اول بيتين يوصف محبته لسماء من محبتها له بأنه توصل له كل شيء يخص جيانه ولو انه يكلمها ويتواصل معاها لكن ما كانت تحكي كل شيء بالوصف الدقيق له ..
اما بقية الأبيات توضح مدى حبّه الطويل للجيّان اللي من صغره مولود معه وفيه ولها ووصفها بأنها
' كل العمر ' وكأنه يقول أن العمر بدونها ماهو شيء
ولما قال عباس ' أرجي الخالق أماني خافية ' واللي هي كانت زواجه منها ووصلها لها اللي عيّا ما وصل
، بالمختصر كانت الأغنية جدا واضحه شعور جزاع تجاه جيّان اللي من سمعتها فهمت مقصد الاغنية بكل كلمة ينطقها ويغنيها عباس ، وزاد خجلها من نطقت السحابة بمزح : اوووف يالجزاع ماعرفتلك
سما بأبتسامه حلوة مليانة مشاعر : الله يجمع شملهم
سحاب : أمين
بعد ٥ دقائق
وصلوا ونزلوا البنات مباشرة وهم ينظروا للأسم اللي بالخط العريض - سيمَا - وزباينه الكثير بحكم انه بعد التراويح ، التفتت للسحابة وجيّان : بنات تدخلوا معي للمكتب ولا بتشوفوا الفساتين وتتمشوا
سحاب بنفي : لا اساسا فساتيننا مصممة ليه نشوف
جيّان بتأييد : اي صادقه ، عشان ما نضيع وقت
- متوسط مكتب سما - بين حوسة الأقمشة اللي تتدرج بأنواع الألوان ، حاروا بين كل شيء، وخاصةً سما اللي غيرت ستايل فستانها لـتصميم ثاني أجمل ومحتشم أكثر أختارت اللون الأسود المُخملي اللي يبرز بياض جسدها بشكل لا يُعقل ، قاطع نقاشاتهم الطويلة رنة جوال سما وردت بأنشغال وهي تقلب في كمية الاقمشة الكبيرة: هلا بيوني
بيان بإبتسامة: مطولين؟
سما بهدوء وأنشغال : شويات ونطلع
بيان بهدوء: أسمعي بتمرني غاية ومعها أمجاد
سما : حلو ، خلاص أختارو كافيه وأحنا شويات وطالعين لكم
| الكافيه |
أمجاد بهدوء ترتشف قهوتها: ما كأن البنات طولو شوي
غـاية بهدوء تعدل طرحتها : أي والله
بيان بأبتسامة من لمحت سما: شوفيهم جو
تقدمت سحاب تمشي مع سما وجيّان وراهم تمشي بهدوء تراسل جزاع : أهلا
وقفت أمجاد تحضن سما بإبتسامة: مرره اشتقتلكم
كملت تبتعد عن حضنها وتحضن سحاب : عيى ماشر ليه ما جيتوا الويكند اللي راح؟
سما بأبتسامه: عن نفسي انشغلت وسهرت على التصاميم وكنت مقرره اذا خلصت مبكر بروح اسلم لعلي كملت ورحت للشغل مواصلة
سحاب : انا كنت تعبانة
غاية : خليكم من الاحضان وأجلسوا
جلست جيّان بعد احضان أمجاد وكذالك سما وسحاب : ما شاء الله طالبين قبل لا نوصل
بيان بأبتسامة ساخرة: وش نسوي تأخرتوا علينا كثير
سما بأبتسامه: اي كنا بالمحل حقي نختار أقمشة للفساتين
غاية : يووه عاد عمي يستورد اقمشة مادري من وين تطلع بهالجمال
سما بنرجسية : حبيبتي جدي وجدك طرد ابوي يشتغل وعمر ١٠ سنوات طبيعي بيكون خبره
بيان بأبتسامة: الله يرحمه ، بنات اذكروه بالخير
هـّدا المكان لوهلة ماحسوا في بيان اللي غرقت في تفكيرها وأبحرت من تذكرت جدتها المرحومة اللي كانت تميز بيان عن الكل فعليا بحكم انها اصغر حفيدة وبيان هي اعتنت فيها لحد ماتوفت بين يدينها ، غرقت للبعيد بعد اهتمام من البنات اللي قاعدين يعيدوا الطلب بحكم ان وحده تبغا كوب ثاني من القهوة والثانية بتختار حلا بحكم ان جلستهم مطولة كثير.
| المطار |
أخذ شنطته وطلع للخارج بوجه يملاه التعب ناظر حواليه وهو يزفر بحكم انه ماخبر اي احد بجيته من امريكا بعد ابتعاثه ودراسته لطب الاسنان ، ومباشرة ما تغيرت ملامح وجهه المستكنة للبشاشة من شاف بتّال وجزاع ونادر ينزلوا من السيارة يستقبلونه ، حضن بتّال حضن طويل وببشاشة: كيف عرفتوا اني موجود وانا ماخبرت احد
بتّال بأبتسامه يبتعد عن حضنه : العصافير قالت لنا يالأسمر
أبتسم سفيان ينطق : قلت لـ عايض الحيوان مايقول لأحد بس حمار مايقدر يمسك لسانه
بتّال بضحكة: خلّه يفضفضلنا دامك تركته بالغربة وحيد
سفيان بأبتسامه: وش اسوي خلصت دراسه ما عاد فيه شي يتركني اجلس لازم اشوف حياتي
جزاع بأبتسامة: يالحيوان اشتقنا لك
نـادر : مارح نترك كذا لازم ترجع ايام البر وجلساتنا
سفيان بأبتسامه: يووه يا اني مشتاق لأشعارك يا بتّال
| الكافيه |
غاية بضحكة ترتشف قهوتها: بنات خلونا نجدول زي يوم احنا مراهقين
أمجاد بضحكة خفيفة تميل للأبتسامة : ييووه ياهي أيام
جيّان بأبتسامة: كنا نسوي المصايب وسما تدافع عننا
سحاب بضحكة: واذا سما تصفقت معانا يجي جزاع يدافع يبي يصيد الجو
التفتت بيان للسماء الساهية في الطاولة الثانية ، وجرد ما ألتفتت شافت شخصين واحد يبدوا عليه كبير بالسن وواحد ببداية شبابه طويل ظهر وطويل ساق ومعضل وهذا الشيء يبين حتى وهو متغلف بالثوب الابيض من شدة بروز عضلاته ، رجعت تعيد النظر لـسماء وتهمس بخفوت : عاجبك؟
مسحت على ملامحها بهدوء : لا مو كذا بس حسيت اني أعرف هالشخص ماهو غريب علي
ظلت تنظر له وترتشف القهوة بهدوء كيف تشوف هالشخص القيادي بشكل جدأ واضح وجدي قدام الرجل اللي واضح ان اللي بينهم مسألة عمل ومجرد ما تلاقت عيونه بعيونها صدت بأحراج تلتهي مع البنات وهي تحس ان هالشخص مألوف بشكل مو عادي
سحاب : بنات بما انو بالويكند رح نلتقي أبي نسوي فعاليات كثيرة وأبغا بس اصور واحلل اللحظة
بيان بأهتمام تعدل جلستها وتسند كوب القهوة على الطاولة : صادقة نبي فعاليات غير الاكل لأن ماما بتحجز بوفيه كامل لنا وللرجال
أمجاد بأبتسامه: المشكلة مافي فعاليات زواج ولا يوم ميلاد ولا ملكه او خطبه يعني ماعرف بس احس لازم نحتفل بشيء
غـاية بضحكة سخرية: قلت لكم لازم نطلع مراهقتنا ايام قبل
جيّان بضحكة : لا الله يخليك السمعة وسط منزمان
| بيت جسار |
نطق بهدوء وهو يتأمل فراغ هالبيت الكبير وينطق : يووه يالنجلاء ليت عيالنا معنا
النجلاء : اي والله اني مشتاقه لسفيان حيّل ، ما كلمته؟
جسار بهدوء يسند فنجال القهوة: كلمته امس يقول خلصت بس ماني راجع الا الاسبوع الجاي على ما يخلص اموره
النجلاء : ليت من جابه من ديار الغربة والله ما يطمني ياجسار غير ان عايض ولد عمّته معه
قاطع حديثهم يفز كل عرق فيهم من نطق سفيان بصوت جهوري : يا أهل الـدار
فزت النجلاء من بعد سكونها وتلتفت تتأكد انها مو الوحيدة اللي تسمع صوت سفيان وما صدقت انظارها لحد ما دخل سفيان في إبتسامة مليانة بالفرح والبشاشة ، نطقت بصدمه تسند كفوفها بخدودها : ياكبر حظي والله لو اني طالبة الجنة
ضحك بفرحة من شافها تتقدم نحوها وتحتضنه تشبعه بأحضانها اللي جعلت دموعها تنذرف من لهفتها لحبيب قلبها وولدها الكبير سفيان
مسح دموعها المنذرفة بالأجبار منها ومن شدة وطول الشوق ، نطق ودموع امه ماتهون عليه نهائياً: يمّه ماينفع كذا
النجلاء تمسح دموعها: الشّوق غلاب
سفيان بابتسامة يحاول يهدي منها : خلاص جيّت بتشبعين منّي وتملين بعد
النجلاء بأبتسامه: مين قال بشبع منّك بتجي بنت الناس وتلهيك عني وعن اهلك
بلع ريقه يبتسم : تطمني يمّه مافي احد
النجلاء: بدور لك لأني عارفه ان مافيه احد
سفيان بهدوء: لا تتعبين نفسك لاني بختار اللي قلبي يخفق لها من المحبة
النجلاء بأبتسامه تعاتب: وانا بجلس أنتظر متى قلبك يتخفق ان شاءالله؟؟
قاطع مسرى حديثهم دخول أخت سفيان غاية اللي شهقت بصدمة تنطق : سيوفي !!
التفت سفيان يبتهج أعمق شعور من اشتاق لأخته وكثير وتقدمت بدون مقدمات ترمي شنطتها وتدخل في أمان عضيدها بصدمة ، وهي لازالت حاضنته: متى جيت
سفيان: توني واصل
غاية بعتب : كان قلتلي استقبلك من المطار
سفيان بأبتسامه : كنت ناوي افاجئكم بس عايض خرب علي وقال لبتّال واستقبلني هو وجزاع ونادر
ابتعدت عنه بهدوء تنظر له وتمسك كفوفه تتأمل هيبته العضيمة : يعني الحين نقدر نقول دكتور سفيان؟
سفيان بأبتسامه من اللقب اللي كان أحد طموحاته وتحقق : أي ودكتور سفيان بيبدا بعد يومين
غاية بعيون تلمع من الحب : يعني انا أخت الدكتور سفيان بعضمته؟
سفيان بضحكة من نظراتها وتأملها : وشحمته بعد
رجعت تحضنه بعدم تصديق وما طولت بالحضن لحد ما نطق سفيان: بروح ارتاح بعد الطريق الطويل
النجلاء: صمت اليوم؟
سفيان بأبتسامه: لا والله عشاني مسافر ماقدرت راح اليوم كله وانا انتقل مابين طياره لطيارة
النجلاء: خلاص جهز نفسك للسحور اليوم بتذوق طبخي
سفيان بأبتسامه: ياكثر شوقي لأكلك
أخذ خطواته لجناحه بتعب شديد يجهل ان ابوه بدا يخطط لعزيمة جدا قريبة بِمناسبة قدوم ولده من ديار الغرب والادهى جاي بصفته دكتور ، ابتهج كثير داخله من شاف الكل يحاوطه بالمحبة والامان اللي فقده كثير وهذا الشيء يفرق كثير عن وين كان ووين صار ، مو مصدق انه بين اهله وناسه وانه في نجد العذية .. اي نجد العذية اللي تضمه بأمانها وناسها وكرمها ، سكر باب جناحه والتعب يطغيه بحكم ان له تقريباً ٢٤ ساعة يمتنع عن النوم .. فضخ تيشيرته اللي يضمه بعضلاته وحرر شعره بعشوائية يترك الشورت لوحده ويسمح لنفسه يغرق في نومة عمييقه بعد طريق طويل وسفرة طويله .
| قصر عروب |
نزلت من سيارتها تنظر لأخوها البتّال ينزل من سيارته بهدوء شديد وبأبتسامه طفيفة ، تقدمت نحوه لجّل يدخلوا للبيت ومجرد ما أقترب منها حاوط كتوفها بحنية : ها كيف الطلعه انبسطتي؟
أمجاد بأبتسامه: اي والله انبسطت ومشورت انا وبيان وغاية ثم التقينا بسحاب وجيّان وسما وكلمنا تقهوينا وتعشينا ورجعنا
أبتسم بهدوء ينطق : أجل انا اليوم رحت للمطار مع جزاع ونادر نستقبل سفيان
أمجاد بأبتسامة صدمة : ما شاء الله سفيان جاء
أنزل انظاره لخطوات رجلينه ينطق بخفوت : اي جاء وما كان بيقول لاحد بس عايض فضح فيه
أمجاد بملامح بريئة: يروحي عايض جالس وحيد هناك
بتّال : مع انو عايض مابقى شي على جيته
أمجاد بهدوء : الله يقويه
ناظرت نظرة مطولة على جناحها اللي بالكامل مُزين بالستايل الريفي والأحب وجداً لقلبها الريف والطبيعة الخلابة والمُمتدة ، رفعت شعرها اللي لونه ينافس لون البُن اللي يغطي كتوفها فقط وبدأت تنظر لقسم الرسم اللي من جهة غرفتها وجلست بهدوء تنظر للطباشير تكمل رسمتها اللي كانت عبارة عن البحر والموج وكان هذا أجمل شيء بالغـاية اللي مُبتغى الجميع واللي ما ينالها المُستحيل ، تحب الطباشير وألوانها منذ الصغر لحد ما كبرت ووصلت للعمر العشرين وأكثر ، قاطع رسما دخول العاملة : ماما نجلاء كلام سحور
حررت شعرها البُن الناعم وأخذت خطواتها الهادئة والرزينة تدخل الأصنصير وماهي إلا ثواني ونزلت بإبتسامة هادية من شافت الكل موجود والأهم مكان سفيان اللي ماهو خالي مثل العادة ، جلست بهدوء وحررت شعرها للخلف تحت أنظار وبسمات سفيان اللي مجرد ما شاف العاملة تجلب الأطباق الحارة اللي من الواضح انها لذيذة وجدا
ألنجلاء بأبتسامه: اليوم انا مسوية السحور لعيون سفيان
سفيان بأبتسامه طفيفة: الله يسلم هاليدين عسانا ما نفقدها
غاية بهدوء تمد يدها تاخذ الموية ومباشرة ناظر في يدهّا المتلطخة وكأنه قلم تقريباً: للحين العلاقات قوية مع الرسم بالطباشير
غـاية بأبتسامه ترتشف الموية: حاولت اقاوم بس اعشقها
جسار ' ابو سفيان ' : المهم ان بنتي حبيبة قلبي مبسوطة
أبتسمت بحب تاخذ الشوكة بخجل تلتهي بالأكل ، متجاهلة نظرات سفيان اللي يتشبع بالنظر في أخته لحد ما نطق بهدوء: سبحان الخالق ، ياحظ من نالك يالغاية
رفعت أنظارها بصدمة ، ناظر جسار بأبتسامه: غاية الكل ما ينالها الأ شيخ الرجال
النجلاء بأبتسامه: ليه يوم ولدتها سميتها غاية .. لاني عارفة انها بتكون مُبتغى الكل وما ينالها أي احد
سفيان بأبتسامه: كل ما كبرتي زاد جمالة يالغاية ، تجمعين كل الوصوف اللي بين امي وابوي
النجلاء بأبتسامه ماتوصف ولا ربع فرحتها في وجود سفيان : ها كيف السحور لذيذ؟
سفيان بأبتسامه من اهتمام امه الواضح وجدا: اي والله تسلم يدينك يمّه
غاية بعتب : ما شاء الله بروح اسافر يمكن القى اهتمام شويتين
جسار بسخرية: والمدح اللي قبل شوي ؟
ضحك سفيان بخفوت : يحق لها الدلع يبّه اخر العنقود وبنتك الوحيدة
جسار بتغيير الموضوع: الا وش صار على الشغل
بلع ريقه بهدوء يتحول للجدية : ان شاءالله ببدا اشتغل بعد يومين بعيادة اسنان
| قصر عبدالله |
نزلت للحديقة تلبس البجامة الناعمه القطنية وشعرها القصير منتثر وسرعان ما ناظرت في اخوها نـادر اللي جالس ويشتغل باللأبتوب وجلست بهدوء تسند كوب قهوتها المُفضلة وهي السوداء : وش قاعد تسوي
نادر بأنشغال يرتشف القهوة وعيونه تحاوط الأبتوب : قاعد انجز شغل بكرا عشان اقدر اطلع مع العيال
بيان بهدوء: يعنّي السهرة صباحي
نادر بأنشغال: قربت اخلص ، في سحور ؟
بيان بهدوء: قلت للخدامة تسوي لك لان تعرف امي وابوي مايحرصون كثير على الاكل بهالوقت يفضلوا القهوة
نادر : زين ، شوفي اذا جهز عشان بخاطري انام
بيان بهدوء توقف والقهوة بيدها : تمام
ما أنتظرت تطق باب الجناح ومباشرة طاحت عيونها على جزاع اللي مرتمي بسريره ويكلم ومجرد ما شاف سما قفل المكالة بقوله " مع السلامة، اكلمك بعدين"
سمـَا بأبتهاج تختمة في غمزة : تكلم مين؟ أعترف
جزاع بإبتسامة: الصدق ولا الكذب
سمـَا بأبتسامة وخاصة من أنها عارفة وجدا الأجابة : كنت تكلم الزاهية؟
أبتهج داخله من تذكر هذيك الأغنية اللي قادرة توصف كل مافي جيّان وتفاصيلها: اي
سمـَا بأبتسامة تتذكر: تدري اليوم سمعتها جيّان واحنا رايحين نختار الاقمشة
رق قلبه ومباشرة تاكد ان جيّان فهمت كل حرف في الأغنية: وش قالت
سمـَا بأبتسامة: ما قالت شي سهّت بين حروف الأغنية
جـزاع بهدوء: لانها فاهمة كل المقصد
سمـَا بهدوء تربت على يدّه : جزاع التعلق شيّن وانا ماودي لك الشيّنه
جزاع بهدوء : عارف بس لا فات الفوت يا سما ماينفع الصوت ، انا أبيها لو على موتي أحبها وأطمع بالحياة معها
بلعت ريقها بهدوء تشرب من الموية اللي كانت بيدها من دخلت : بس ماينفع والله ماينفع .. انا وأنت نعرف مين نصار لا تخلينا نفقدك بيوم مابي لك الضرر يا جزاع تكفى وقف خلي على الأقل عمي ينسى
عدل جلسته بعصبية: مستحيل اصبر ولو لثانية انتي تعرفين كم مرة هددني انه بيزوجها لواحد يبيه من شركائه لحد ما رضى في المليونين
سمـَا: بيستغلك
جـزاع بمقاطعة : مابيستغلني انتفقنا على المليونين بعطيها اياه وبجيب الماذون وباخذ زوجتي واعلن زواجنا لكل احد قال عن حبنا مستحيل!!
سمـَا بعيون متأثره نوعاً ما: طيب وش صار الحين؟
جـزاع بهدوء: دبرت لي مليون وابوي بيساعدني بالمليون الثانية
سمـَا بِرقة قلب : كل هذا لجّل الجيّان
جـزاع : سما انا افديها بروحي ، ماتغلى عليها روحي يا سما ما تغلى
ربتت على كتفه بأستسلام : سوي اللي يريحك بس لا تجعل هالموضوع يوصل لفقداننا لك
أعلن وقت الصيام وأذن الفجر وسكنت نجد وأنتقلوا الرجال لمساجدهم والحريم لسجاداتهم ، وقت فضيل وجدًا يستغلونه في قرات القران والكثير من الذكر لحد ما يقترب الشروق ويرتمي كل شخص في سريره بتعب يتعمقوا في نومتهم ..
| عصر يوم جديد - بيت جسار |
أخذ شور يلبس أجمل الثياب واللي كان باللون الأبيض اللي يبرز سماره الجميل والملفت ، حرر شعره اللي ينافس جبينه العريض تقريباً يبخ من العطور المُفضلة له وينظر لشكله بالثوب اللي افتقده كثير وله سنين ما يلبسه مباشرة نزل بسرعة خطواته ينظر للنجلاء اللي صادفت نزوله : على وين يا سفيان باقي على الفطور نص ساعة
سفيان بأبتسامه: رايح للعيال جزاع مسوي عزيمة خصيصاً بمناسبة رجعتي
النجلاء بعبوس : حسافة ودي تفطر معانا
قبّل جبينها بهدوء وينطق وهو طالع : معليك لك اللي يرضيك
| منتجع العم سعود |
أبتسم إبتسامة جانبية من شاف بـرق وبحر يدخلوا وبالشبه يتنافسوا وما الطاغي بوصوفه سوى البرق ، بترحيب : يامرحبا بالبرق والبحر
ناظر بتّال بأستنكار كونه عارف ان جزاع بيعرفهم على اثنين لكن بهتة ملامحه من نطق برق وبحر؟ هل هذا لقب او فعلياً اساميهم كذا !
تقدم سيف بأبتسامه هادية يصافح برق ثم يصافح بحر ونادر معه وبتّال اللي لا زال مومصدق ان اساميهم كذا لكن من شاف ملامح برق وهدوءه تأكد تقريباً: عرفنا
برق بأستنكار : ماسمعت؟
جزاع بمداخله : هذا برق بن متعب صديق قديم لأبوي
بتّال بأبتسامه صدمة تقريباً: والنعم
برق بهدوء: ماعليك زود
همس بحر بهدوء للسيف : الحين ذولا مين
سيف بصوت عالي : هذا بتال ولد عمتي العروب وهذا نادر ولد عمي عبدالله وسفيان ولد عمي جسار للحين ما وصل
كان الوضع مابين بتّال وبرق شوي متوتر بحكم ان برق ما يكلم اي احد ولا يمون على الشخص بسهولة لازم ومن الضروري يشخص الشخص بالأول واذا يناسبه او لا وهاذي احد اطباع برق مايحب الا العلاقات المحدودة ويفضلها ويكره الوضوح ، كان بتّال مصدوم بشدة من ان في رجال مثل هالأطباع الغريبة يحس وكأنه اول مرة يشوف احد في مثل هالشخصيه رغم ان بحر جدا مختلف عن برق ماهو شخصوني بقدره بالعكس يجامل وفيه من رحابة الصدر ، دخل بتّال يتبع جزاع والدهشة تملي عقله وفكره : جزاع برأيك هذا انسان ولا مجسم شخصنه؟
ضحك جزاع بخفة: ماعليك هذا البرق المكان اللي مايرتاح له وجديد عليه لازم يفرض نفسه ببرقه وثقل صوته ومن ثم تشوف شخص ثاني
بتّال بأستنكار يمثل الدهشة: ماشاء الله اشوفك خابزة وانت للمرة الثانية تشوفه
جزاع بأبتسامة: كان عندي خوي من هذي الاطباع علطول عرفت كيف اتعامل مع البرق
بتّال بطرف عين يمشي : الله يستر من هالليلة
جلسوا بهدوء ومباشرة وصلهم صوت الأذان وجمعتهم سفرة وحده وفطور خصيصاً من ام سيف مصنوع بكل محبة كونهم عيال اخوان زوجها وحبيب قلبها ورفيق دربها ، دخل سفيان بسرعة كبيرة : تأخرت ياعيال
جزاع بأبتسامة كبيرة: لا معليك ألحق
سفيان بأبتسامه: خلّني اسلم على ضيوفك اول
جزاع بكرم وترحيب وتقدير : برق وبحر ماهم ضيوف هم أهل المكان
وقف برق ومن بعده وقف بحر بحكم انهم لاول مره يشوفون سفيان ، وناظر فيهم بتعجب لمدى جمال هيبتهم وكأنه يعرف وجدأ هالنوعية العجيبة من الناس وكأنه توقع شخصية كل واحد بينهم سلم بهدوء وجلس يفطر معهم ويتناقش ويسولف وكأنه فسّر من شخصياتهم ، لحد ما التفت للنادر وبهمس : تصدق حللّت شخصياتهم
نادر بهدوء وصدمة من ان سفيان ماترك هالعادة وهي تحليل الشخصيات، كمل سفيان يدهشه : واضح ان بحر فاهم تفكيري ويقرأ عن
You are reading the story above: TeenFic.Net