لَقد بكى مِن فَرط مافيهِ ذلك الَذي لاشيء يبكيهُ،اختلطّت
ّ دموعَ الحبِ والندم معاً، منذُ إن عَشقهُ وهوة يستلذّ كل شيئ، حاشىٰ آن يَخلو يومهِ من دونهِ

‏لا أعلم ما الذي يميزك عنهم ؛
‏وَلكني : أراكِ عشقاً لا أراه بالأخرين...

داخل المرسمّ
وبينَ جدرانهِ البيضاء
يَمزقّ کْآسِيَوسِ كل لوحهٍ امامهُ

لا ريب أن شعوري تجاهك قد فضحني

_تمزيق_

وذلّلني كثيرًا بالرغم من محاولاتي بتجمجم الكلمات

_ تكسر قطعّ خشَب _

وأردِدها في قلبي حفاظًا على صورتي أمامك

امسكَ أحد الألوان من الصعب ازالتهِ
وهوة الأسود القىٰ بهِ على الأرض
بيضاء اللون ايضاً

هكذا دَمرتُ حياتي بنفسي
رغمَ معرفتي بالعواقب ، كنتُ كالأعمى
يحاول إشعال شمعة في غرفتهِ المظلمة

رَيثما كان كاسيوس يَفرغ حرقتهُ على ذلكَ
المرسم الابيض

كان ڤينو يراقبهُ من خلف الباب ويستمع الى ما يقول

يحادث نفسههُ قائلاً :" أشعر كآبة غريبة
قد استولت علي..عندَ تَحطيمهُ لتلك اللوحات دون اهميه..؟"

شعرَ بهِ كاسيوس وقد لاحظ ان جزء من
باب المرسم مفتوح

" أنا حقاً آسف لم اقصد التجسس عليك، سأذهب"
كان يحاول الأفلات من فعلته فَـنادى
عليه" تعال إلى هنا "

فتحَ الباب بشكلٍ كاملاً متوجهاً إليهِ
تاركاً مسافة بينهُ وبين کآسِيَوسِ

" منذ متى وأنتَ هنا؟ "

" منذُ.. إن بدأت بتمزيق تلكَ اللوحات،صدقني لم اقصد ان استرق السمع كنت فقط ماراً من هنا...

أيمكنني سؤالك لمَ فعلت ذلكَ؟؟
انها جميلة أشعر وكأن طاقـة الحياة منبعثةٍ منها "

" إنها ملكٍ ليَ، لاتهتم..اصبحت رديئة الشكل "
أقترب اليهِ مباشراً بعد كلامهُ حتى التصق جسدهِ بجسد الآخر، لم يعد يهتم ڤينو الى حركاته وتحرشهِ بهِ فأخذ ينظر الى داخل عيناه
" عيناك حمراوتان، هل كنتَ تبكي؟ "

" ألم أقل لك تتوقف عن طرح الاسئلة؟ "

أخفض رأسه بفقدان أمل حتى صُعقك
بكلام الآخر

" سأتزوجك "

"ﻤ.. ﻤاذا؟ كيف؟ "

" لا عليك فقط تَقبل كل شيء "

أبتسم ابتسامة خفيفة گ مجاملةٍ إليه فقال
" ستصبح مُلكي،لي فقط لا أحد آخر "
فأكمل بِقبلةٍ عميقة
إحدى يداه تلتفُ حولَ خصره المنحوت
والآخر مُمسكٍ بها دَقنهُ

ابتعد بعد مدة طويلة يلتقط انفاسهُ قائلاً
" لم اتذوّق النبيذ في حياتي گهذا، لكن حالما لَمستُ احدى شفتيك كما لو انني احتسيت قنينة
من النبيذ المعتق من جنوب إيطاليا حيث منشئهُ.."

وَضعَ ڤيَنِو يده اليمنى على فمهِ فَأردف
" ما كان علينا فعلُ ذلكَ قبل... قبل زواجـ.. نا"

ضحكَ بسخرية منهُ " زواجنا هذه الليلة! "

" الليلة؟!!!! "

" سيدي اعتذر على مقاطعتكَ، يَجب بدء
في تجهيز ڤيَنِو لِحفل زفافكم الليلة.. "

أومأ اليهِ کْآسِيَوسِ بتفهمٍ
طَبع قبلة سطحية على خده ومن ثم غادر المرسم..

دنىٰ إليه رايدر مسرعاً " كيف تشعر الآن؟! "
عقدَ حاجبية فأجابهُ
" لمَ تذكر إن موعد زفافي الليلة؟ "

وَضع يده على جبينهُ " يا ألهي، لا عليك فقط
قل لي هل مازلت مستمراً على دواءك؟ "

هَز رأسهُ بنعم

" سترى مفعولهُ الحقيقي الليلة، الان هيا تعال معي"

11:11
ليلاً..

"أعلم انكَ متوتر، لكن خذ نفساً عميقاً
وأنزل الى زوجك الذي ينتظرك،الى جانب القسّ.."
أومأ برأسه بموافقة
نزلَ من اعلى تلك السلالم مُمسكً بيد رايدر
حتى وصولهم الى الأسفل.

کْآسِيَوسِ(يحادثُ نفسه)
" كانَ يَرتدي بدلـة رسمية بيضاء
وشَعرهُ الذهبي هذا الذي يعطي الحرير درس نعومة
كم خصلة تنوي الليلة تشد بها قلبي إليك..؟

الخَمرُ يُسكِرُ من يُعاقر كأسَهُ
وعينيكَ خمرٌ بلا كؤوسٍ تُسكِرُ، كان أجمل شيء
رأيتهُ في شهر أبريل

اتإمل أدق تفاصيله حتى أصبحت شديد الهوس بهِ
يَقترب مني حتى أمسكتُ بيدهّ
كان الأمر أشبه بالخيال

لا أريد بِـرؤية أحداً غيره الليلة
أنا التائِه أنا العاشِق أنا المفتونُ بِملائكيّة ملامحُكَ
كلٌ منا يمارس جنونه بطريقته
سأعتني بهِ گ الطفل الصغير
لن ازعجكَ مرة اخرى،ڤينو "

كانَ ڤيَنِو شاردّ الذهن تماماً
بذلك الرجل الى جانب القس
يبادله النظرات مع ابتسامة حنونةٍ

يَرتدي بدلة سوداء
كـ سواد سماء تلكَ الليلة

" يُمكنكم تَقبيل بعضكما الآن.. "

ڤيَنِو لايزالّ مذهولاً لما يحدث حولهُ
لم يقترب حتى الى زوجهِ
كانَت القاعة خالياً لا يوجد سوى

کْآسِيَوسِ

ڤيَنِو

رَايدرّ

القس

لا شيء آخر
أخذ ينظر ڤينو الى رايدر والتوتر يكاد يقتلهُ
لم ينتظر کْآسِيَوسِ أكثر حتى دَنىٰ إليه
وأخذ يُقبلهُ بشغف ومن ثم همس إلى جانب اذنه
" أصبحتَ مُلكيَ و مَلاذِي، والآن
هلا ذهبنا أيها الملاك؟ "

أومأ اليهِ لكن ما زال الاستغراب يطغى ملامحهُ

_ داخل الغرفة _

pov ڤيَنِوٌ

جَذنبيّ وعلى صدره رَماني
يحتضنني بشدة حتى أصبحت لا أفرق بين

دقات قلبي وَ قلبهُ

ابعدتـهُ عني لمسافة معينة
" أشعر شيء ما عصرَ قلبي ومزقهُ.. "

" بربك، ليس الوقتّ المناسب لهذا الهُراء، تعالَ نكمل ليلتنا"
قام بسحبي إلى سرير دونَ أن أكمل حديثي بعد

بدأ بخلعهُ لي الرباط والقميص معاً
"أتتذكر هذه الندبة الكبيرة؟ وسط صدري"

توقف للحظات وأخذ يحدق بي بنظرة عدم فهم
" حصلتُ عليها من مجموعة من شواذ جنسياً
تعرضت بها للضرب والتحرش منهم "

"مهلاً؟"

" اخذتُ اصرخ واصرخ أو بالأصح استغيث بأسمك
لمساعدتيَ رغم انني أعلم انكَ ستؤذيني، لم تكنٌ تعرف لأنكَ وصلتَ متأخراً
كان ذلك اليوم ثاملاً ليذكرني بـِ هشاشتي "

" ڤيَنِو.. "

" اعتقد لازلت تتذكر تلك الليلة..
مع ضيفكَ،( تنهدةَ تنهيدة تكاد تتمزق له اضلاعهُ)
لمَ كذبت ذلكَ اليوم؟ "

" دَعني أشرح لـكـ.. "

اخذتُ اصرخ بأعلى ما منحني الربّ من صوت
وأقول ما كتمتهُ لسنين داخلي بحرقة ..
" واللعنة على اعذارك، أو حينما دمرتَ مرسمي
وقتلتَ كل شيء يخصني، لقد طعنتي طعناً!
هل تعي ما فعلتَ بي؟ أنظر الى جسدي!؛ وحدهُ كفيل
بشرح كل شيء"

القِ رأسهُ الى جانب رأسي الأيسر
قائلاً بصوتٍ متغلغل" أنا آسف.. "

"آسف؟ هذه الكلمة تُقال عندما تكسر شيئاً دونَ قصد
أو عندما تنسى عيد ميلادٍ شخص مقرب اليك
هكذا تستخدم وليس للإعتذار من شخصٍ
مرهقاً جسدياً وفكريآ بسببكَ!"
أخذت المياه المالحة تنهمر من محجري
دونَ إن أشعر ، أغلق فميِ بيدهِ

" توقف عن البكاء كالأطفال!، أعرف أنني مخطئ
لا يوجد داعٍ لتذكيرِ، لا تلومّنيِ وتبدأ بالصراخ
عشتُ في بيئة حاشى الحيوان عن يعيشها
فَلن يتحملها!، أغتصبتُ منذ الصغر لعدة مرات
كانَ ليَ أبٌ زيِر النساء لا يريد حتى رؤية وجهي
إلى أن توفي الاثنان أثر حادث سير ... (شهقة)
اصبحتُ يتيماً.. صحيح أنني كنتُ اكرههم
لكنني لا استطيع العيش لوحدي، كل هذا وتلومني
على مايحدث لي وما فعلته بالآخرين وأيذائهم! "

سأل ڤيَنِو بصوتٍ بالكاد يُسمع
" لمَ لم تقل لي ذلكَ قبلاً؟ "

" لم يتقبلني أحد، أخذت أتجول أحياء المدينة بحثاً
عن عملٍ فَليس لديَ مالاً لِـشراء رَغيف خبز حتى

الى إن وجوتُ رجلاً كبيرا لكنهُ غني
أخذني معهُ الى عملاً لا اعرف شيئاً فقط قال لي انه
سيجعلني غنياً، كنتُ للتوّ قد خرجت من مرحلة المراهقة"

" وما كان عملك؟ "

"خادماً.. عند شواذٍ، يفرغون شهواتهم بيَ مساءاً وصباحاً اقدم الطعام لهم ويستمرون بالتحرش
و كان يجب علي أن أغادر قبل استيقاظهم ، إن لم افعل ذلك سأضرب حتى يغمى علي "

توقف قليلاً عن كلام يلتقط انفاسهُ
" أكملت العمل معهم... استانست الوضع معهم وأخذت أستمتع بذلك، لربما أصبح الأمر لديَ
عادةٍ يَستَحيل
إن ابتعد عنها مهما حاولت، أصبتُ بأمراض كثيرة
أثر ذلكَ... أرجوك أوقفّ تلك الدموع لا أريد
رؤيتك هكذا أكثر.. لقد كنتَ مصاباً بمرض يفقد ذاكرة
المصاب عند نومهِ وأرى الآن انكَ قد تخلصت منهُ
رايدر من ساعدك أليس كذلك؟ قلبهُ صغير لا يتحمل رؤيتك وانت تتعذب "

ألقىٰ کْآسِيَوسِ بِجسدهِ إلى جانب ڤيَنِو
مبتعداً عنهُ

pov کآسِيَوسِ

أصوات عصافير..
أشعر بحرارة الشمس تتداخل إلى مسام جلدِ، مالأمر؟
هل حل الصباح بهذه السرعة؟
هل أنا واقفٍ على قدماي؟
مالأمر؟

شَعرت وكأن ثقلاً قد ازال من على رأسي

" كيف كانت التجربة؟
کْآسِيَوسِ
أشعر بالفضول لتجربتها انا ايضاً "

" مارا؟ "

قهقهَ بخفة وهوة يطبطب على ظهرهِ
" وجهك يبو مضحكاً..أجل صديقك أم نسيتني حالما تركتك ليوم واحد فقط، لقد أدمنتَ
هذه اللعبة على ما تبدو... عيناك ذابلةَ لشدة تعب
لم أعرف اللعبة VR تحتاج هذه الكمية من جهد "

" كان خيالاً؟ لا يمكنني تصديق ذلك!! اين الجحيم الذي كنتُ أعيش به!!! "

" كنتَ تنادي بأسم ڤيَنِو وكلام عشوائي
كان من صعب علي
فهمهُ، صورتك على story Instagram
مضحكٍ حقاً، ألقِ نظره! "

وَجههَ مارا هاتفهُ نصبّ عيناه ومن ثم أغلقهُ
" على أي حال من هوة ڤينو؟
لقد قلت لي سابقاً ان طبيبتك النفسية هي من عملت
على تتطوير اللعبة من أجلك فقط، كم أنت محضوظ، هل استمتعت؟ أكانت واقعية؟ "

" لمَ تبدو مذهولاً لحد اللعنة؟ هل أثرت بك
تلك اللعبة لهذه الدرجة؟ أنت تجعلني اتحمس
لتجربتها انا ايضاً! "

"لا يمكنني ان استوعب شيء، أرجوك لا استطيع التحدث الآن.."

" هيا لا تصبح مكتئبٍ هكذا، طلبت البيتزا
وبعض الشراب لتناوله معاً "
بينما هوة ينزل من على سلالم مسرعاً
اردف بصوت عالٍ
" اسرع والأ سأكلهُ كلهُ لوحدي، هيااا"

𝚃𝙷𝙴 𝙴𝙽𝙳

𝙹𝚃