PART 06: الأمر مختلف

Background color
Font
Font size
Line height

لو تقرأ روحي لتجد الكثير
...................................................................................................

التفكير... هو حوار الروح مع نفسها .. التفكير امر صعب للغاية امر متعب جداً ، ان تكون لا تقوم بالأعمال المتراكمة عليك سواءاً كانت تراكمات دراسية او حياتية امر مرهق بشكل لا يوصف .. عندما تختلي بنفسك ستبدأ بالتفكير ..تتعب نفسيتك ، فما بالكم عندما تفكر بأمور اكبر من دراسة او عمل .. ما رأيكم في التفكير في الماضي .. ذكرياته الجميلة التي انتهت بفاجعة .. فاجعة الفقدان .. في الماضي كان متعلقاً بها بشدة بشكل لا يوصف .. كذلك كانت هي .. كأنهم توأم روحي لا ينفصل .. وعدها بالزواج منها وانجاب الأطفال.. نواياهم كانت انقى ما يمكن ..هو كان معها في كل خطوة كانت تتخذها ..يعاملها وكأنه أباً لها مع انه لا يزال بعمر الخامسة عشر ..ها هو الآن يستعيد تلك الذكريات ..ما حدث بينه وبين إيما باكمله لم يهتم سوا لجملتين قالتهم .. تذكرها .

" فعلت أمراً تحمل نتائجه هذا قانون الحياة "

"هلاك من يؤذيها "

اخرجه من شروده وتفكيره كلاوس وهو يتقدم ، لأن لا احد منهم يتجرأ ويدخل هذا المكان ، الحديقة الخلفية للقصر لها قصة سأرويها لكم يوماً ، كان غلوري يجلس على الأعشاب التي تغطي الحديقة ، لذا تقدم كلاوس وجلس بجانبه صمت قليلاً... اشعل كلاوس سيجارة ومررها لغلوري ..ثم اشعل سيجارته.

كلاوس بهدوء وهو ينفث الدخان " بخير ؟"

غلوري وهو يتأمل ازهار الحديقة " لا اعلم "

كلاوس " شاركني بما تفكر "

غلوري " حتى ان كان غير محتمل "

كلاوس " حتى لو كان كذلك "

التفت غلوري له ونظر له بهدوء ثم قال " أنها على قيد الحياة "

لم يجبه كلاوس ، استنشق كم كبير من سيجارته ..ونفثه بعيداً ، رفع غلوري حاجبه ثم قال

" بدا غريباً ؟ "

اخفض كلاوس رأسه واخذ يقلب سيجارته بين يديه...التزم الصمت قليلاً ثم قال

" لقد مرت على الحادثة اثنى عشر سنة وانا ما ازال غير مقتنع بما حدث ، منذ ذلك اليوم فقدت جزءاً من روحي "

غلوري "فقدت روحي باكملها "

هذا فقد أخته.. وهذا فقد محبوبته.. كيف لهم ان يشعروا ؟ .. كانت مدللة كلاوس .. وروح غلوري ، فقدوها فجأة دون سابق إنذار.

كلاوس وهو يتنهد من الالم "انت تعلم ان ما قالته إيما كان محض صدفة "

غلوري " اعلم "

استقام غلوري ،ورفع كلاوس نظره له ، كان قد حل الليل ، وقضى غلوري معظمه جالس في الحديقة يسترجع الذكريات ، ذهب دون ان ينبس بكلمة واحدة ، قد تقولون انه نسيها فقد مرت اثنى عشر سنة ، ولكنه لم ينساها يوماً ، هي بذاكرته وقلبه دائماً تأخذ مساحة من تفكيره وكامل إحساسه هي جزءٌ من غرفته ، صورها ، كل شيء يتعلق بها ، نحن نحزن على قطٕ اعتنينا به والموت داهمه ،نحزن على سمكة ماتت لأننا نسينا اطعامها ،نحزن على ذاك الخروف عندما يُذبح ، لان كل تلك المخلوقات فيها الروح ،نشعر بها ،نحزن لموتها ،لمرضها، وكما هو الحال مع إيما وسايك الآن.

تجلس على سريرها وتضمه إليها ، مازال جسده مخدر إثر العملية التي قام بها ، تمسد على فروه بكل حنان وحب، لقد اعتنت به منذ ان كان جرواً ، كانت بأشد حالات اكتئابها وهو من كان معها واعتبرته جزءاً مضيئاً في حياتها .

فيجو " لا تقلقي سيكون بخير "

إيما " اعلم "

فيجو " لم يكن علينا فعل ذلك "

إيما " ما فعلته كان قليلاً ،كان من المفترض ان اطلق عليه ،ولكنني تساهلت معه واحرقت المستودع"

فيجو " نشكر الرب إنك تساهلت ، وإلا لقامت حرب "

إيما بنبرة تحذيرية " ديكسون كفاك "

مرر يده على فمه بمعنى انه لن يتكلم وسيسكت ، طرقات خفيفة على الباب ، نقلت إيما بصرها للباب وتحدثت.

إيما "ادخل "
دلفت الخادمة إلى الداخل مع انحناءة بالرأس ، احتراماً.

الخادمة " سيدة كولومبو ،طعام العشاء جاهز "

إيما " يمكنك الذهاب "
أومأت الخادمة برأسها وذهبت .

فيجو " انني اتضور جوعاً ، لنذهب "
قلبت إيما اعينها بملل ،اللعين يقدس الاكل ، قبلت إيما سايك ، وخرجوا من الغرفة ،كانوا الجميع موجودين على الطاولة دون استثناء ، ارجع فيجو الكرسي لإيما حتى تجلس وجلس بجانبها ، شرع الجميع للاكل دون اي حديث ، الى ان تكلم غلوري وجذب اهتمامهم .

غلوري " تبقى يوم واحد على حفل الزفاف ، اريد قائمة بالاسماء التي ستحضر الحفل من طرفكم "

اومأ الكسندر برأسه وقال " القائمة جاهزة "

غلوري " لنتناقش في مكتبي "

استقام الاثنان وتوجهوا إلى مكتب غلوري ، اشار غلوري لالكسندر بالجلوس ،ووقف هو امام زجاجات النبيذ والخمر .

غلوري وهو يعطي الكسندر ظهره " ماذا تشرب ؟"

الكسندر " ويسكي "

غلوري " ثلج ؟ "

الكسندر " لا "

مرر غلوري الكأس لالكسندر وتوجه إلى كرسيه ليجلس ،واختار هو الآخر الويسكي .

غلوري " لا نريد توسيع قائمة المعازيم ،سيكون الامر مقتصراً على القليل ،اهمهم فقط ."

الكسندر " لا يوجد الكثير من طرفنا "

اومأ غلوري برأسه وارتشف القليل من الويسكي ،ثم قال
" لا نريد اي فوضى بالحفل ، اخبر عائلتك بذلك "

الكسندر بابتسامة هادئة " عائلتي؟ ام إيما فقط؟ "

غلوري " الجميع ،وهي على وجه الخصوص " صمت قليلا عندما تلقى الموافقة من الكسندر وتابع " لعلمك لقد تساهلت معها المرة لاننا سنصبح عائلة ،المرة القادمة لن اتساهل "

الكسندر " لن يكون هناك مرة قادمة ، بالنهاية سنذهب من هنا بعد الحفل "

ارتشف غلوري ما تبقى من كأسه واومأ له ، حيثما استقام الكسندر وخرج من المكتب.

غلوري وهو يحادث نفسه " اللعينة تصنع اجواءاً احبها "

يحب ما تصنعه من فوضى ، كونه لا احد كان يتجرأ على ان يعبث معه ولو تجرأ لما استطاع اكمال ما يخطط له ، لانه سيكون ميت! شيء ما يدفعه الى عدم محاسبتها ، هل كونها امرأة ؟ ام كونها إيما بحد ذاتها ، هذا ما لا يعرفه .

يحاصرها على الجدار ..ينظر لها باكثر من ما يقال حب ..كلمة سخيفة لعاشق مثله ، ينظر لها بهيام .

سيبايوس وهو يعبث بخصلات شعرها وينظر إلى اعينها العسلية " ستصبحين سيدة غلبرت، ستصبحين ملكي ، قلبك سيصبح ملكي ، عقلك سيصبح ملكي ،شعرك سيصبح ملكي ، جسدك.. شفتاكِ .. انتِ باكملك "

يحادثها ببطء وتخرج منه الكلمات بعمق ،نبرته مليئة بالحب ، اعينه لا ترى غيرها ،هي فقط .

آنا بصوت خافت ترافقه ابتسامة " انت تملكني منذ زمن "

اقترب من وجهها بحيث لا تفصلهم سوا بضع انشات ، انفاسهم اختلطت مع بعضها ،يداه تتلمس خصرها المنحوت.

سيبايوس " ههم؟ من التي قالت انا ما زلت سيدة كولومبو ؟"

آنا بانزعاج "بحقك دائماً ما تفسد اللحظات الرومنسية ، بتعليقاتك التي لا فائدة منها ، يجب ان تتعلم كيف تتعامل مع الفت..."

اخذ منها الكلمات باكملها ،بقبلة لا تعرف اللطافة ابداً ،بادلته بحب ،اجساد متلاحمة ..شفتان متطابقة ..وقلوب مرتبطة .. كأنه يعبر عن اشتياقه بقلبة ..فصل سيبايوس القبلة عندما شعر بحاجتها للهواء .

سيب وهو ينقل بصره بين اعينها وشفتيها " استطيع صنع لحظات رومنسية لا يمكنكِ تخيلها صغيرتي "

آنا بانفاس متسارعة أثر اقترابه منها "متأكدة انها لحظات مخلة للاداب "

سيب بمكر " هل تريدي تجربة لذلك "

آنا بخجل وقد تسارعت ضربات قلبها " سيب اخرس "

سيلينا بصدمة وشهقة " ما الذي اراه انا ؟ اللعنة "

التفت لها سيب وقال بانزعاج " ايتها اللعينة لا تستطيعين التظاهر بأنك لم تري شيئاً ،وتكملي طريقك "

سيلينا " اللعنة عليك ،اين كنت عندما وزعوا الادب ؟"

سيب " بحقك ، ليس وكأنني اضاجعها هنا "

لكمته آنا على بطنه بقوة ، هي تخجل لابسط الأمور ،فما بالكم بهذا!

التفتت سيلينا بسرعة وهرولت الى غرفتها "تلوث سمعي وبصري ،سيب اللعين"

آنا "سيبايوس مالذي تفعله ؟ "

سيبايوس "ماذا ؟ "

آنا وهي ترفع اصبعها كأنه تهديداً له " اياك فعل ذلك مجدداً سيد سيبايوس "

ابتسم باتساع " حاضر سيدتي اي اوامر اخرى ؟"

نفت برأسها ، حملها سيبايوس وقال " لنكمل موضوعنا "

فالنسيا والدموع تغمر اعينها وتوجه اصبعها نحو مايكل وهي ترتجف " كيف لك ذلك ؟ كيف استطعت ،ما هذه الحالة التي هي عليها ما الذي جعلتها عليه ، ما الذي فعلته لها "

كان صوتها يخرج بغصة من شدة الحزن والقهر ، والدموع تغطي وجهها انفها محمر من شدة البكاء ، اما مايكل لا شيء لا تعابير تظهر على وجهه ، حزن ! تعاطف ! بالطبع لا .

مايكل بجمود " كان عليك التفكير بذلك من قبل ، لقد فات الأوان على ذلك "

اقتربت منه وحاولت تمالك اعصابها ،وقد استطاعت" لن اسامحك طيلة حياتي ، ذلك مستحيل ، انا اكرهك بشدة "

القت كلماتها وخرجت مسرعة من الغرفة وهي تمسح دموعها ، يمتلكها الان الحزن والقهر ، اثناء سيرها السريع اصطدمت بإيما ، فرفعت انظارها لها .

إيما بصوت هادئ وتعابير خالية " بخير ؟ "

مسحت فالنسيا دموعها واستجمعت قواها وتحدثت بصوت خفيف " ااه انا بخير ، شكرا لك "

امعنت إيما النظر بها وقالت " لما اشعر وكأنني رأيتك من قبل "

توترت فالنسيا من ما سمعته وقالت بشكل سريع " لا اتوقع ذلك ،لانني لم ازور الولايات المتحدة منذ زمن ،اي انه لا اعتقد اننا التقينا ،ولو التقينا لتذكرت "

استغربت إيما من ردة فعلها وتبريرها المبالغ فيه ، كان بامكانها قول اننا لم نلتقي فقط ، لا داعي لكل ذلك ، بالاضافة إلى حديثها السريع وعبثها بايديها بشكل مستمر ، بالتأكيد هناك امراً ما إيما لا تعرفه ، هذا ما كان يدور ف عقل إيما الباطني ، وان شككت بأمر تستمر بالبحث عنه الا ان تجد ، وبكل مرة تشك بشيء ما بالفعل يخرج من تحته شيئاً ، لذلك هي تصيب ولا تخيب .

اومأت إيما لفالنسيا وتخطتها متجهة الى مخرج الباب ولكن استوقفها الكسندر .

الكسندر " توقفي هناك ما سنتحدث عنه ،اتبعيني "

إيما بانزعاج " انت تعلم انني امقت هذه الكلمة ، انا لا اتبع احد "

الكسندر بجمود " إيما جميلتي هيا "

ابتسمت إيما بمكر" رجلي المفضل "

وخرجوا الاثنان من القصر .

الكسندر وهو يفتح باب سيارته " ما الذي حدث لفيجو ، الم يكن رجلك المفضل "

إيما "انت رقم واحد وهو اثنان "

الكسندر وهو يقود بسرعة متوسطة " ما ترتيب زوجك ؟"

إيما وهي تبحث بالسيارة عن سجائر " عن اي زوج تتحدث ؟ لا املك "

الكسندر" لا تريدي ان تملكي ، مثلا هناك الصيني "

إيما " هل تكرهني لتلك الدرجة ؟ "

الكسندر وهو يرفع حاجبه " ما علاقة هذا بمحبتك ؟"

إيما " تريد ان تتخلص مني باقرب وقت "

الكسندر" لا خلاف على هذا ولكن انا احبك "

شهقت إيما وتظاهرت بالحزن " انت بالفعل تريد التخلص مني "

الكسندر " لن اتأثر ، والان انزلي "

اوقف السيارة ونزلوا الاثنان منها ، المكان كان مطل على المدينة ، نسمات هواء باردة تأخذك الى عالم آخر ، اضواء المدينة مع الليل مشهد رائع ، تقدم من حافة المطل وجلس ، يدعو إيما للجلوس بجانبه ،جلست بجانبه ورفعت رأسها إلى السماء ،تنتظره ليتحدث ويخرج ما بداخله .

الكسندر " حدث الكثير ولم نستطع التحدث الى بعضنا البعض ...بشأنك "

إيما " لا احتاج لذلك "

الكسندر" بلا تحتاجين الى ذلك ، انا اعلم ..لا تستطيعي اخفاء نفسك عني " صمت قليلاً ليعطيها مجالاً لتفكر وترجع كل شيء إلى عقلها ، ثم تحدث " بالنسبة الى المركز لن تخطي خطوة واحدة بداخله جدي غير قادر على فعل شيء لكِ ، لا تفكري به حتى ، واريد أيضاً توبيخك ، ما فعلتيه ليس بالامر الصحيح حرق مستودع كامل مليئ بالمخدرات ورفع المسدس بوجه غلوري "

إيما " غير نادمة على ذلك وان تكرر الامر سأفعل ، لا ابالي بمن هو "

الكسندر " انا اعلم انك لست بنادمة " " ولكن عليك التفكير بالامر مرتين قبل فعله "

إيما" بالتفكير الثاني ستكون النتائج نفسها لا تحاول عبثاً الكسندر "

ابتسم الكسندر على تهورها وثباتها على موقفها ، ثم عادت ملامحه الى الطبيعية ونظر لها ثم قال " اظن انه الوقت حان للتحدث "

إيما دون ان تلتفت " بماذا؟ "

الكسندر " بشأنها ، لا يمكنك البقاء دون معرفتها ستندمين لاحقاّ " تنهد وصمت قليلاً ثم تابع " مهما كانت يجب عليك معرفتها او حتى ان تقابلينها ، اجعليها تروي لك الامر واسمعيه منها ذلك ما هو صحيح ،عليك معرفة من اين بدأت حياتك ،حقيقتك "

كان يحكي لها وهو ينظر للمدينة غافل عنها وما تفعله تشد باضافرها على يديها وتقبض على فكها ، هل الغضب ام الحزن ما يحتويها ، لما الجميع يضغط عليها ويذكرها بالامر وهي تحاول نسيانه اخراجه من عقلها بالكامل.

إيما بجمود " توقف "
التفت الكسندر اثر نبرتها هذه ثم قال بقلق " إيما هل انتي بخير ؟ "

نهضت بسرعة وتبعها هو " إيما توقفي هل انتي بخير "

التقت له إيما وقالت بصوت خرج بنبرة مرتفعة وتحتلها القهر والحزن والغضب كل تلك المشاعر " لست بخير لست بخير توقف عن سؤالي عن حالي وانت تعلم ما يحدث معي تعلم ما اشعر به ولكنك لا تزال تذكرني بالامر انهاك عن ذلك ولكن لا جدوى من ذلك لا فائدة توقف ارجوك لا تسألني عن حالي ولا تأتي لي بسيرتها ابداً " تبع كلامها كم من الدموع وارتفع صوتها " توقفوا جميعاً انا متعبة من الداخل لا يمكنك ان تشعر بما اشعر به ابداً لست من تم القاءك كانك لم تكن لست من عاش حياة اشبه بحجيم لست انت انها انا انا من عاشت كل تلك الاشياء انا افهمت انا لا اريد معرفة اي شيء بشأنها لا أريد هي لا تعني لي شيئاً ولا انا اعني لها شيئاً ولا تقنعني بعكس ذلك انا اتألم من الداخل قلبي يعتصر من الالم من الخوف هل يمكنك محو الالم لا يمكنك هل يمكنك محو كل تلك المشاهد التي عشتها هل يمكنك اجبني " اخذت تضربه على صدره وتبكي بحرقة " اخبرني هيا ازل كل ذلك من هنا" واشرت على قلبها " ومن هنا " واشرت على عقلها " لا اريد معرفة من تكون لا اريد ليتها لم تلدني ابداً ليتها اتمنى الموت اخي انا اتمناه وبشدة "

تركته بصدمته واتجهت بسرعة على السيارة ودموعها تغطي بصيرتها قلبها يحترق تتألم وما اصعب ذلك الشعور ،فتحت باب السيارة وركبت ثم انطلقت لم يستطع الكسندر استيعاب انها تعاني من كل ذلك ولم يستطيع استيعاب انها ذهبت وهي بتلك الحالة .

الكسندر بغضب " اللعنة ذهبت " رفع هاتفه واتصل بفيجو ، وتم الرد من طرف فيجو حالاً .

الكسندر "سأرسل لك موقعي تعال بسرعة"

فيجو بقلق " هل انت بخير زعيم ؟ هل حدث شيء "

تنفس الكسندر بعمق ثم قال " لا شيء فيجو تعال فقط " واغلق الخط

الكسندر " اللعنة اللعنة "

نزل فيجو من غرفته مسرعاً لا يعرف ما الذي حدث عند الزعيم ولكنه قلق لأن صوت الزعيم لم يكن بالجيد ،تقابل اثناء ذلك باودلف الذي كان يدندن باغانٍ لا شك انها قذرة

اودلف باستغراب من ملامح فيجو " ما الذي حدث هل تبول عليك سايك ؟" تكلم واصبح يجاوره ويمشي معه .

فيجو " سأتبول في فمك ان لم تخرس "

اودلف " وهل لي ان اعرف اين انت ذاهب بهذه العصبية "

فيجو " اتصل الزعيم يريدني اصطحابه وصوته لم يكن بخير "

تغيرت ملامح فيجو كلياً حيث كان وكأنه يستفز فيجو والآن تغيرت الى الجمود ، ركب اودلف سيارة فيجو وانطلق الاثنان .

اودلف " هل يوجد رصاص احتياطي ؟"
اومأ له فيجو وهو يقود بسرعة كبيرة جداً ، وصل إلى المكان وترجل هو واودلف من السيارة بسرعة وكلٍ منهم يحمل سلاحه مستعد لمواجهة أي شخص يظهر امامهم ، لمحو الكسندر فتقدموا سريعاً له .

اودلف باستغراب من الوضع الهادئ هنا " ما الذي يحدث اخي ؟ "

التفت الكسندر لهم " لم يحدث شيء " وتخطاهم متوجهاً إلى السيارة وبدورهم لحقوا به ،ركب الكسندر في الخلف وقال " اودلف سيقود "

امتثل اودلف وفيجو لاوامر بحيث اصبح من يقود هي اودلف وبجانبه جلس فيجو .

فيجو "ما الذي حدث زعيم ؟ "

الكسندر " تتبع سيارتي اين تذهب "

اودلف وهز يرفع حاجبيه وظهرت علامات الاستفسار على وجهه " من الذي يقود سيارتك ؟لا افهم شيء "

ارجع الكسندر رأسه إلى الخلف واغمض عينيه " إيما من تقودها "

التفت له فيجو بسرعة " هي بخير ؟ "

الكسندر" تتبع السيارة الآن ديكسون "

اخرج فيجو حاسوبه الشخصي وبدأ بتتبع السيارة ، انامله تجول على لوحة المفاتيح بسرعة ،ظهرت إشارات غير واضحة ابداً لموقعها .

فيجو وهو يغلق الحاسوب بغضب " اللعنة "

الكسندر " ما الذي حدث ؟ "

فيجو " لقد وضعت جهاز تشويش الاشارة ، لذلك لا استطيع معرفة الموقع "

ضرب الكسندر الكرسي بغضب .

اودلف " ما الذي حدث بينكما ؟ ولما اخذت سيارتك ؟"

الكسندر بغضب " لا تطرح اي سؤال اودلف "

في اثناء ذلك وصلوا إلى القصر ،ترجل الجميع من السيارة ومشى ثلاثتهم سوياً .

الكسندر وهو يوجه الحديث لفيجو" اين ممكن ان تكون ؟ "

فيجو" حانة ما "

الكسندر" لقد ضغطت عليها كثيراً ، لا اريدها ان تؤذي نفسها "

فيجو " لا تقلق ليست من النوع الذي يؤذي نفسه "

دخل الجميع إلى القصر وتوجه كل واحد إلى جناحه ما عدا فيجو توقف ليتصل بأيما .
اتصل بها اكثر من مرة ولكنها لم تجب عليه .

ارسلت له رسالة محتواها " اريد البقاء لوحدي "

فيجو " لقد جرحها هذا واضح " وتوجه هو الآخر إلى غرفته لينام بحكم انهم اصبحوا بمنتصف الليل .

تجلس داخل السيارة وتنظر إلى الفراغ بوسط مكان مهجور لا احد فيه ، لا اضواء ،لا اصوات ، لا اجساد ، فعلياً لا احد هنا ، سواها هي وجروحها الاي لا تظهر للعلن ولا احد يراها ،تخفيها بدقة ،تظهر ما تريد للناس ان تراه فقط اما غير ذلك لا يمكنك معرفته ، عي ليست من النوع الذي يريد اهتمام من الجميع هي مكتفية بذاتها ولكن الكسندر اليوم ضغط عليها وهو على معرفة بحساسية الموضوع لا تحب ان تتحدث بشأنها ولا مع احد حتى فيجو لا يجرؤ على ذلك لأن هذا الموضوع خط احمر بمجرد ذكره كل المساوئ التي تعرضت لها تعود لذاكرتها من جديد وتبدأ في محاولة النسيان وعدم التألم ،هذا الموضوع بداية الماضي السيء خاصتها لذلك الدخول اليه والحديث بشأنه ليس بتلك السهولة هي لم تجرؤ وتتحدث مع نفسها وذاتها بهذا الموضوع فما بالكم بالحديث عنه مع شخص ما ، لقد فجرت مشاعرها اليوم مع الكسندر ما كان يجب ان تنهار امامه ابداً هي لا تحب ان يرى احد جراحها او ضعفها لذلك لم تفكر سوا بذلك انها لم يكن عليها اظهار نفسها الى تلك الدرجة ، ولكنها بالمختصر لم تستطع التحكم بنفسها وبمشاعرها المكبوتة بداخلها ،التفت تنظر للمتصل الذي اخرجها من شرودها ، لم يكن فيجو ولم يكن الكسندر كان مايلس ، لذا اجابت بهدوء .

إيما " مايلس "

مايلس " لقد وصلت إلى ايطاليا ، اريد ان امرح قليلاً ما رأيك ؟ "

كانت إيما فعلياً تحتاج إلى ذلك بهذا الوقت وبما انه لا يعلم عن ما حدث معها لذا ستذهب .

إيما " لاقيني في حانة --"

مايلس " بالحال "
اغلقت الخط وشغلت السيارة ومن ثم انطلقت إلى الحانة ، مايلس من الاشخاص التي تأتي المتعة عنده بالمقدمة لذا هي واثقة انه سيخرجها من حالتها هذه ، نصف ساعة كانت عند الحانة ، رفعت هاتفها لتتصل على مايلس وقبل ان تفعل كان هو هنا .

مايلس بابتسامة عريضة " هل تبحث الجميلة عني ؟"

ابتسمت له وقالت " نعم انها تبحث " تقدم منها واحتضنها ، بعيداً عن عائلتها وفيجو مايلس له مكانة خاصة عندها ،ويمكنه التعامل معها بكل راحة، حيث ان اجتمع فيجو ومايلس وإيما يصبحوا ثلاثي الجحيم .

مايلس بصوت مرتفع " جاهزة للمرح عزيزتي "

إيما " بالتأكيد "
دلفوا الاثنان إلى داخل الحانة ،حيث اضواء ساطعة و اجساد مزينة بابهى الحلل وعطور تصرخ بالثروة ، رائحة سجائر الحشيش والخمر تعم المكان ، حانة باختصار شديد.

مايلس " اجواء رائعة " نقل بصره إلى بار الخمور ثم قال " فودكا ، ويسكي ،نبيذ ، بيرة ،تيكيلا ..ايها تريدي ؟ "

إيما "هل اصبحت ساقي دون علمي "

مايلس " بإمكانك القول انه دوام جزئي "

إيما " همم ، اذن سآخد عرق "

مايلس " من العيار الثقيل هل ازعلك أحد ؟ "

إيما " لا احد يتجرأ "
جلسوا امام البار ، وطلب بها عرق وله بيرة .

إيما بمكر " بيرة الا تريد مشاركتي ، او انك لا تحتمله "

مايلس " على احدنا ان يبقى مستيقظاً "

إيما وهي تحتسي من مشروبها " لم احتسب ذلك "

مايلس " اذاً ستتزوج آنا بسيبايوس غِلبرت ؟ "

إيما " نعم ستتزوج به"

مايلس " لا شك انهم عاشوا قصة حب خيالية ، كم اريد ان اشعر بهذه المشاعر "

إيما " انت وغد لا تشعر ."

مايلس وهو يحتسي البيرة " انا اعلم ذلك " ثم تابع بحماس "انت تعلمين انني اعشق الازياء فما رأيك بالتسوق معاً ، شراء شيء مشترك وما الى ذلك"

اكملت إيما كأسها بسرعة ووضعته بقوة على الطاولة " اللعنة كان هذا جيداً ، انت تحسن من حالتي بهذا فقط ،فكيف إن ذهبنا للتسوق "

مايلس بابتسامة عريضة وهو يتفاخر بنفسه " انت امام مايلس ، لذلك لا شيء جديد "

إيما " ولكن لا يوجد متجر مفتوح بهذه الساعة "

استقام مايلس " سنجعله يفتح "

إيما " لنذهب اذاً "

أمسكت إيما بمايلس ، لم تشرب كثيراً ولكن تأثير العرق كبير لذلك تشعر بقليل من الدوران ، خرجوا من الحانة وركبوا بسيارة مايلس .

مايلس " يجب ان نشعر بالمتعة قليلاً "

ومن هنا ضغط باقصى سرعة على دواسة الوقود ، سيارته من النوع الرياضي والمكشوف ، لذا

You are reading the story above: TeenFic.Net