Part 1..اللقاء

Background color
Font
Font size
Line height


(لا شئ يحدث مصادفًا...إنه القدر)...☺

كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا..كان الجو شديد البرودة..نجد تلك المجنونة تجرى وتجرى وتجرى وهى تلهث من التعب وتنظر للخلف فى كل دقيقة وكأن أحدًا يلاحقها..نعم فهى قررت الهروب فقد فرض عليها والدها الزواج بأكثر شخص تمقته فى حياتها..إنه لا يحبها بل يريده لرغباته الحقيرة تلك..بينما على الناحية الآخرى خرج من عمله للتو..كان متعبًا بشدة ويريد النوم..فبعد مرض صديقه أصبحت الأعمال فوق رأسه بالكامل..وأثناء سيره للجراج لأخذ سيارته ظهرت أمامه فجأة إمراة عجوز..كان شكلها مُرعب خاصةً فى هذا الظلام الدامس..وملامحها لم تضدح له كثيرًا بسبب هذا الظلام..

ألبرت ببعض الخوف: مَن أنتِ ؟ وماذا تريدين ؟

السيدة العجوز: أنا عجوز مسكينة يا بنى..ليس لدى منزل ولا مكان أذهب إليه..أرجوك خذنى إلى مكان دافئ فأنا أموت من البرد..كما أننى لم آكل شيئًا منذ مدة..

ألبرت بتعب وهو يضع يده على وجهه فهو حقًا يريد النوم: خذى هذا وأغربى عن وجهى الآن فأنا متعب(أعطاها بعض النقود)

السيدة العجوز بإصرار: لكن أين سأبيت ؟ أرجو..

ألبرت يقاطعها بغضب فهو حقًا متعب وليس لديه طاقة للجدال: قلت لكى اغربى عن وجهى..ليس لدى مكان..

تحرك ألبرت وترك العجوز..نظرت له بغضب ثم بخبث وأخرجت تلك العصا من ملابسها ووجهتها نحوه بينما هو يدير ظهره لها ويتحرك ناحية الجراج..

السيدة العجوز وهى توجه العصا له: أنت مَن بدأت..إذًا لنرى ما الذى ستفعله أيها الشاب ؟

وفجأة قالت كلمات غير مفهومة بهمس..ثم تحرك من عصاها ضوء أزرق تجاه ألبرت..الذى وقف كالصنم فور أن دخل فيه ذلك الضوء..وفجأة وجد جسده يتغير..ملابسه تمزقت..يديه وقدميه أصبحوا بأظافر طويلة للغاية..جسده يملؤه الشعر..أنيابه حادة كالسيف..ظهر له ذيل وأذنين فوق رأسه..لوهلة شعر بالصدمة..فما الذى حدث ؟ كانت هناك بركة من المياه بسبب الأمطار..ذهب ليرى ماذا حل به..ويا للصعقة!! رأى أنه قد تحول إلى * ذئب * ذو عينين حمراوتين ولونٍ أسود..حالك السواد..هو نفسه قد خاف فقفز بعيدًا عن البركة..ولاحظ تلك العجوز واقفة تبتسم له بخبث..وجد تلك العصا بيدها..هل يُعقل أنها مَن فعلت هذا ؟ كان سيذهب لها لكن وجدها إختفت فجأة..ولكن هناك ورقة ظهرت بعد أن إختفت هى على الفور..ذهب ناحيتها فورًا..كادت تطير بسبب الهواء الشديد..لكنه ثبتها بيده القبيحة تلك..وجد مكتوب بها( لو كنتَ ساعدتنى لما حولتك لذلك الوحش..لا تقلق لن تصير هكذا طوال عمرك..ولكن فقط ستتحول لذئب عندما تدق الساعة الثانية عشر..فى كل يوم..هههه كسندريلا..لن تتخلص من تلك اللعنة إلا إذا أحبتك فتاة..لا تسئ فهمى..يجب عليها أن تحبك وأنت ذئب وليس بشرى..يكفى أن تقول أحبك وأنت ذئب..هذا جزاء من يرفض مساعدتى أيها الشاب الحقير)..كان مرعوبًا..ظن أنه فى حلم..جاء ليصرخ طلبًا للمساعدة أو أى شئ..ولكن وجد أن صوته عواء قوى تقشعر له الأبدان..صُدم بحق..فهل هو لا يستطيع الكلام الآن ؟ نظر حوله بخوف فلم يجد أحدًا..أخذ تلك الورقة اللعينة بفمه والتى غطاها لعابه لكن ماذا سيفعل ؟ واتجه فى طريق الغابة ينوى الذهاب لصديقه فرانز لكى يجد معه حلًا لتلك المصيبة..وهو لايدرى كيف سيفعل هذا من الأساس..كل ما كان يهمه هو الرحيل من الطريق قبل أن يراه أحد..بالطبع فالذى سيرى ذئبًا فى الطريق سيقتله بلا شك..دخل للغابة وهو حقًا لا يصدق ما حدث معه الآن..وفى نفس الوقت وفى مكان قريب..نجد تلك الفتاة والتى هى يوجينى توقفت تحت شجرة وهى تلهث بتعب حقيقى..ظنت أنها هربت ولكن يا لصدمتها ورعبها عندما وجددت خلفها هذا الحقير أندريه والذى هو الشاب الذى يريد أباها تزويجه لها ليتشارك معه فى أمواله..فوالدها يعشق المال..كانت تنظر له برعب وخوف..

أندريه بخبث وسخرية: هل ظننتى أن بإمكانك الهروب منى..يوجينى ؟

يوجينى بخوف: ماذا تريد منى أندريه ؟

أندريه بنظرات لم تريحها كالعادة: أريدك...هذا كل ما فى الأمر..

يوجينى تدعى القوة: وأنا لا أريدك..فليكن لديك بعض الكبرياء واتركنى وشأنى..

أندريه بإستفزاز وهو يقترب منها: ههههه لم تسألينى كيف عرفت أنكى هنا ؟(نظرت له بفضول فهى كانت متأكدة أن لا أحد يتبعها..رأى فضولها فى عينيها فأجاب بضحك وهو يمسك قلادتها) هههه من هذه..هناك جهاز تعقب بها..

يوجينى بصدمة فهذه القلادة أهداها لها والدها: م..ماذا ؟

أندريه بسخرية غير مراعٍ لها: هههه أجل..والدك السيد دينجلز أمرنى بهذا كى لا تهربى منا..

يوجينى وعينيها تدمع: أنت وضيع وحقير وم..اااااه

قاطعها أندريه وهو يمسك بشعرها بغضب: لقد تماديتى كثيرًا يوجينى..والآن إلى المنزل لنُحَضر حفل زفافنا..

يوجينى بغضب وألم وهى تحاول أن تفك حصار يده من على شعرها: لن يحدث هذا يا أندريه..أُفضل الموت على الزواج بحقير مثلك..

أندريه وهو يقترب بشدة ويحاصرها عن شجرة: إذًا عزيزتى فلننهى هذا الأمر هنا والآن..وبهذا سأجبرك على الزواج منى..فلن ترضى أن يقول الناس عنكى وعن والدك كلمات قبيحة وبهذا يضيع عمل والدك..وبهذا (همس فى اذنها بشر) وبهذا سيعذبك أشد العذاب لأنك سبب خسارته لأمواله..تعلمين أنه يعشق أمواله أكثر منكى انتى شخصيًا أليس كذلك ؟ (نزلت دموعها بصدمة وحزن شديد على حالها فقال بحنان مصتنع وهو يمسك ذقنها) تؤتؤتؤ عزيزتى لا تبكى..(همس فى اذنها بخبث) إما الزواج منى..أو دعينا ننهى هذا الآن..(إقترب منها بشدة ولكن تفاجئ بصفعتها)

يوجينى بصراخ: إبتعد عنى أيها الحقير..

أندريه يقوم بصفعها بقوة وغضب أدت إلى نزيف فمها: سأريك الحقير الآن..

كان ألبرت يسمع صوت رجل وأمراة فى طريقه لمنزله هو وفرانز..نعم فحاسة السمع لدى الذئاب قوية للغاية..كان سيتجاهل الأمر ولكن ركض مسرعًا تجاه الصوت بعد أن سمع صراخ يوجينى القوى الذى حطم حنجرتها تقريبًا بأن يساعدها أحد..

أندريه بشر وخبث وهو لا يراعى توسلاتها بتركها: ستكونين لى يوجينى..لن ينقذكى أحد الآن..لا أح...

قاطع كلامه صوت عواء قوى..وقف مفزوعًا بعد أن رأى ذلك الذئب الأسود ذو العينين الحمراء..بينما يوجينى تضم نفسها ببكاء وإنهيار..مما حصل لها منذ قليل ومن ذلك الذئب المرعب..

أمسك أندريه عصا من على الأرض ثم أمسك يد يوجينى بقوة وقسوة وجعلها تقف: تعالى معى..

يوجينى تفلت يدها بقوة من قبضته وببكاء: دعنى وشأنى أيها اللعين..أُفضل الموت على يد هذا الذئب بدلًا من الذهاب معك..

أندريه بغضب وهو يكاد أن يصفعها: أيتها ال...

لم يكمل كلامه..صرخت يوجينى بخوف فور أن رأت ذلك الذئب ينقض على أندريه وهو ينظر له بشر فكيف له أن يفرض نفسه على فتاة ؟ كان لعابه يسيل على وجه أندريه الذى حقًا كان يموت من الرعب..وللأسف وبالطبع عندما هجم ألبرت على أندريه وفتح فمه طارت تلك الورقة من بين أسنانه..تلك الورقة التى كان سيجعل فرانز يقرأها ليفهم الذى حدث..فهو لا يستيطع الكلام بهيئة هذا الذئب..والذى بالتأكيد سيخاف منه صديقه بشدة..كان شاردًا فما الذى يجب فعله..ولم ينتبه لذلك الحقير الذى قام بغرس تلك العصا والذى كان طرفها حاد بعض الشئ فى بطن ألبرت التى أدت لنزيفه فورًا..شهقت يوجينى بخوف ولوهلة شعرت بالشفقة تجاه هذا الذئب..كان ألبرت يأن من الألم..دفعه أندريه من فوق جسده فارتمى ألبرت على الأرض على جانبه وهو يتنفس بألم..بصق أندريه عليه وذهب نحوه وركله بقوة أدت إلى نزيفه أكثر..كاد يركله مرة آخرى لكن..

يوجينى تمسك بذراعه وتحاول إبعاده عن الذئب وببكاء: دعه وشأنه..دعه..ألا ترى أنه يتألم ؟

أندريه بغضب وهو يمسك ذراعها بقسوة: أيتها الغبية كاد يقتلنى..هل تدافعين عن وحش مفترس كهذا ؟

يوجينى تبصق عليه بكره شديد: كنتُ أريد موتك بالفعل يا أندريه..

أندريه يصفعها بقوة شديدة وقعت على الأرض بسببها: أيتها ال***(قام بجذبها من شعرها وجعلها تقف) دعينا نتحدث فى المنزل..

يوجينى بصراخ وبكاء وألم من قبضته: دعنى أيها الحقير دعنى..النجدةةةةةة..

نهض ألبرت بغضب شديد من هذا الحقير..نهض ولم يبالى بجرحه..هو نبيل ولا يقبل أبدًا بالذى يحدث أمامه الآن..وبكل قوته ركض ناحية أندريه وقفز عليه وقام بعضه بقوة فى كتفه..فهو لا يريد قتله..فهو ليس بوحش..صرخ أندريه بقوة وترك يوجينى على الفور التى شهقت بخوف وهى ترى الدماء تدفق بغزارة من كتف أندريه..كما هناك دماء تقطر من أسنان هذا الوحش..تعجب ألبرت كثيرًا فطعم الدم ليس سيئًا أبدًا كما ظن..مهلًا..هل هذا يعنى أنه سيعيش على الدم وهو ذئب وكأنه ذئب حقيقى ؟ الفكرة نفسها أرعبته..

أندريه يقف بصعوبة بالغة وهو يمسك كتفه بألم: ستأتين معى أم أتركك لهذا الذئب..فحياتى أثمن منكى بالتأكيد..

لم يجد ردً منها ففر هو هاربًا لينقذ حياته..كان يلعن هذا الذئب الذى سبب له هذا الألم بكتفه..

أندريه بسخرية وهو يركض لطريق العودة: خسارة يا يوجينى..لم أتمتع بكى كما حلمت..وداعًا عزيزتى..ستكونين طبقًا شهيًا لهذا الذئب الحقير..(لما هو حقير انت إيه يا زبالة😅🤦‍♀️)..

كانت يوجينى تقف وهى مرعوبة..نعم ظنت أن بقائها مع هذا الذئب أهون بكثير من الذهاب مع أندريه..ولكن هى الآن ترتعب حقًا..فهذا الذئب ينظر لها بعينيه الحمراء المرعبة..ولكن فجأة وجدته يصدر صوت ضعيف وكأنه يتألم..وجدته يلقى بجسده على الأرض وهو يغلق عينيه بتعب..بينما جرحه ما زال ينزف..كان ألبرت يبكى بداخله وهو يقول وداعًا يا فرانز..بينما تقدمت يوجينى ببطئ من هذا الذئب..تعجبت من نفسها فهى تشفق عليه..لم تتردد وهى تمزق جزء من أسفل ثوبها وتربطه على بطن هذا الذئب..فتح ألبرت عينيه بصدمة..ألم تهرب تلك الفتاة ؟ كيف لها مساعدته وهو بهذا الشكل ؟ خافت يوجينى من تحديقه بها..بلعت ريقها بخوف شديد..

يوجينى بخوف: أنا فقط أضمد جرحك..(أرجع رأسه على الأرض بتعب..ولكن إنتفض بذهول من حنان تلك الفتاة الغريب..فقد لمست مكان جرحه وهى
وهى تقول بألم) هل يؤلمك ؟ أنا آسفة حقًا..كل هذا بسببى..(إبتسمت بضعف وهى تبكى) أردت أن أشكرك..لقد أنقذتنى من هذا الحقير..(تحدثت بتعجب وهى تقول لنفسها) هل جُننتى يا يوجينى ؟ تُحدثين ذئبًا وكأنه سيفهمك ؟ (نظر لها ألبرت بشبه إبتسامة لطفولتها تلك..فصرخت بدهشة) هاااا انت تبتسم ؟ هل تفهمنى ؟ (أغمض ألبرت عينيه وفتحها بعد مدة وكأنه يقول لها نعم أفهمك..ضحك فى سره فور أن إنتفضت صارخة بحماس طفولى) لا أصدق..أنا أتحدث مع ذئب وهو يفهمنى..حقًا لا أصدق..(نظرت له وهى تقول بإبتسامة) إسمع سأذهب الآن لأجمع بعض الأعشاب لجرحك..لا تقلق فأنا درست التمريض عبر الكتب..(أغمضت عينيها بحزن) هى كانت صديقتى الوحيدة على أى حال..(إبتسمت بدموع لأنها تذكرت حياتها التعيسة) لا تقلق جرحك ليس خطيرًا إنه سطحى..وداع مؤقت يا..(إبتسمت بحب) يا منقذى..

رحلت وأخذت هاتفها من الحقيبة التى معها وفتحت الكشاف لترى الأعشاب المناسبة فى هذا الظلام..بينما نظر ألبرت لأثرها وهو يتعجب لأمرها..فكيف لها أن تساعده وهو بهذا الشكل ؟ كيف لها ألا تخاف منه ؟ كيف لها البقاء معه وهى مطمئنة هكذا ؟ ظن أنها هربت بعد رحيل ذلك الوغد..أراح رأسه بتعب مرة آخرى على الأرض..وإبتسم بداخله عندما قالت أنه منقذها..مرت دقائق قليلة كان ألبرت شارد الذهن وقتها..كان يفكر ما الذى سيفعله ؟ هو لا يعلم متى سيرجع بشريًا مجددًا..فتلك العجوز أخبرته أنه سيتحوا إلى ذئب عند منتصف الليل..ولكن متى يعود لهيئته البشرية ؟ وأثناء شروده سمع صوت تلك الفتاة وهى تقول له( لقد أتيت)وجلست أمامه وكانت تحمل عدة أعشاب بيدها..أمسكت بصخرة كبيرة بعض الشئ ثم ظلت تضرب هذه الأعشاب وكأنها تطحنها..إنتهت أخيرًا وبدأت بفك تلك الضمادة من على جرحه..

يوجينى بأسى وهى تحاول أن تطمئنه: ستؤلم أنا أعلم..لكن صدقنى ستكون بخير..فقط بضع دقائق وينتهى ألمك..

نظر لها ألبرت ببعض القلق فهو حقًا لا يحتمل أى ألم..وعلى الفور وضعت يوجينى ذلك الخليط من الأعشاب على جرحه..سمعت صوته الخافت وكأنه يصرخ من الألم..فلم تدرى بنفسها إلا وهى تقوم بإحتضانه..وهو على الأرض كى لا تؤلمه أكثر..كانت يد تحيط برأسه واليد الآخرى على الجرح..ووضعت رأسها على رأسه..

يوجينى بشفقة عليه: أعلم أنها تؤلم..فقط حاول الإسترخاء..أنا هنا بجانبك..لن أتركك أبدًا..

لم تعلم لما قالت هذا..حقًا تظن أنها قد جنت..بينما هو ظل يتردد فى ذهنه كلماتها..(أنا هنا بجانبك..لن أتركك أبدًا)..سرعان ما إبتسم بأمل بداخله..وهو يقول أن تلك الفتاة من سترجعه إلى حقيقته البشرية..نعم سيجعلها تقع فى حبه مهما كان الثمن..ولم يدرى أنه يدمرها بخطته الحقيرة تلك.. لأنه لم يهتم لمشاعرها واهتم بمصلحته فقط...

إنتهى البارت..فما الذى يخبئه القدر لأبطالنا ؟ وكيف سيعرف فرانز بما حدث مع ألبرت ؟ وهل حقًا ينوى ألبرت أن يستغل طيبة يوجينى إتجاهه ؟ وهل ستحبه يوجينى ؟ وما هو مصير يوجينى وهى بلا مأوى الآن ؟ سنعرف هذا فى الأحداث القادمة ان شاء..دمتم بخير🤗💙..

(نزلتها قبل الدراسة أهو😅..بارتتها صغيرة أهى..قولوا رأيكم..وشجعونى..دى تانى رواية أكتبها..روايتى الأولى اسمها أحبك منذ الصغر وكانت بالعامية المصرية..اللينك أهو..(wattpad.com/story/343470521?utm-أحبك)


You are reading the story above: TeenFic.Net