سونغمين فتح عينيه في اليوم التالي . رأسه ما يزال يؤلم ، و صدره يحترق كما لو أضرمت النيران فيه . لا يتنفس جيدا و يشعر بالخدر في جميع أطرافه .

حين استطاع أخيرا التركيز و استيعاب محيطه ، أدرك أنه بالمستشفى و ليس في شقته .
عيونه توسعت من الصدمة ، هو كان في شقته فكيف به وصل إلى هنا ؟
ثم إن الغرفة تبدو غالية و هو الذي لا يملك المال الكافي حتى لشراء دواء الحمى فمالذي يفعل في مكان كهذا بحق الجحيم .

حاول التحرك لكن جسمه رفض .
لقد انهك جسده إلى أقصى الحدود فهو لم يترك عملا الا و قام به .
عمل في مواقع البناء و مع عمال النظافة ، حمّال للخضر في السوق ، منظف ارضيات في مطعم ، اي شيئ يستطيع أن يؤمن له مصدر رزق ، كان يقوم به .

أخذ نفسا عميقا لكن ليته لم يفعل فقد شعر بالألم في صدره و بدأ بالسعال .
و بعد التفكير في الأمر ، هو يستحق هذا . هو من قسى على نفسه حتى صار جسده لا يرغب به .

مر بعض الوقت على استيقاظه حين دخل الطبيب و رآه .
الأخير ابتسم لانه مستيقظ ، ثم جلس أمامه . سونغمين حاول الكلام لكن لم يستطع بسبب حنجرته الملتهبة ، و قناع الأكسجين .

" انا حقا أعجب من كونك حيا و كيف لم تقتلك الحمى " تمتم الطبيب بنبرة عادية بينما يقوم بفحصه .
" جسدك أراد التخلص منك بشدة " أضاف ليقهقه بخفة " لكن هناك شخص ما يزال يريدك و يحتاجك حيا كي يعيش " هو كان يقصد هيونجين بكلامه لكن سونغمين لم يستطع أن يحزر.

" اذا كنت تتساءل كيف وصلت هنا ، دعني أخبرك أن هيونجين هو من أحضرك ، و لا تقلق بسبب تكاليف المستشفى أو الأدوية فهو قام بدفعها مقدما لذا يمكنك أن ترتاح فقط .
ستبقى هنا لثلاثة أيام على الأقل ، حتى تصبح قادرا على التنفس ، ثم يمكنك المغادرة "
أنهى حديثه ليرحل مع تقارير فحصه و يواصل عمله في حين سونغمين بقي يحدق بالسقف الأبيض بفراغ .

كيف أحضره هيونجين إلى هنا ؟
هل دخل إلى شقته ؟ كيف ؟
ثم لماذا ذهب إليه اصلا ؟

و رغم كل ذلك هو شاكر له ، من أعماق قلبه . فهو مبدأيا قد انقذ حياته . رغم كل تلك المرات التي تجاهله فيها ، و كان لئيما معه فيها ، لكنه ساعده ، حتى أنه تكلف بمصاريف علاجه .
رغم أنه لن يقبل الأمر و سيعمل ليعيد له المال ، لكن تصرفه هذا جعله يدرك كم أن هيونجين شخص طيب ، و كم أنه هو شخص سيئ ، لهذا هو لا ينتمي معه .