Revolution - ثـوْرَة
وضع مرفقيه على السياج الذي يفصله عن رمي جسده الهزيل في البحر الهائج...أخذ يقلب سيجارته بين شفتيه الدمويتين بغضب, يمعن النظر في زرقة البحر ثم أتبع نظره اليها...صفى حلقه بصعوبة لينطق:-لماذا علي ابتداء الحديث وكلانا من الشوق متعب؟.رفعت بصرها اليه لتفتتن بتفاصيل وجهه الهادئ,الرياح تأخذ شعره يمينا و شمالا.خانتها الكلمات فتراقصت الحروف على لسانها دون جدوى,لم تقو على اجابته.حملت ساقيها العاريتين و تركت الرياح تداعب فستانها السماوي,خطت خطوة مترنحة اتجاهه,وقفت تراقب تفاصيله عن قرب بينما هو يحاول اشاحة نظره عنها لعله يخمد اشتياقه الفاضح...فراح يجادل أمواج البحر بصمت,لتشتت مشاعره بلمسها لأصابعه الطويلة الخشنة...زفر بعمق و أغمض عينيه لعله يصدق أن هذا ليس حلما كما اعتاد أن يحلم سابقا..أفلت يده برقة و قال بنبرة يغلفها الحزن :-ماذا يفعل المرء حين ينطفئ كل شيئ داخله,حيث لا تعود القصائد و الموسيقى تعني له شيئا؟توقف ليلتقط أنفاسه.تمسك بسيجارته بأصابع مرتجفة و لم شعر الا بدموعه تتسابق على وجنتيه...مسح دموعه بعنف و سخط..ليصرخ ضاربا صدره بقوة :-رباه..كان هنا شيئ ينبض.…